صلوات الله عليه موليا مبادرا فقلت أين تريد يا مولاي فقال دعني يا نوف ان آمالي تقدمني في المحبوب فقلت يا مولاي وما آمالك فقال قد علمها المأمول واستغنيت عن تبيينها لغيره وكفى بالعبد أدبا أن لا يشرك في نعمه وإربه غير ربه فقلت يا أمير المؤمنين انى خائف على نفسي من الشره و التطلع إلى طمع من أطماع الدنيا فقال لي وأين أنت من عصمة الخائفين وكهف العارفين فقلت دلني عليه قال إن الله العلى العظيم يصل أملك بحسن تفضله و تقبل عليه بهمك وأعرض عن النازلة عن قلبك فان أحلك بها فانا الضامن من موردها وانقطع إلى الله سبحانه فإنه يقول وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل من يؤمل غيرى باليأس ولأكسونه ثوب المذلة في الناس ولأبعدنه من قربى ولأقطعنه عن وصلى ولأخلين ذكره حين يرعى غيرى أيؤمل ويله لشدائده غيرى وكشف الشدايد بيدي ويرجو سواي وأنا الحي الباقي ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة ويترك بابي وهو مفتوح فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه جعلت آمال عبادي متصلة بي وجعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي وملأت سماواتي ممن لا يمل تسبيحي وأمرت ملائكتي أن لا يغلق الأبواب بيني وبين عبادي ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي أن لا يملك أحد كشفها الا باذنى فلم يعرض العبد بعمله عنى وقد أعطيته ما لم يسألني فلم يسألني وسأل غيرى أفتراني ابتدأ خلقي من غير مسألة ثم اسئل فلا أجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي أو ليس الدنيا والآخرة لي أوليس الكرم والجود صفتي أو ليس الفضل والرحمة بيدي أو ليس الآمال لا ينتهى الا إلى فمن يقطعها دوني وما عسى أن يؤمل المؤملون من سواي وعزتي وجلالي لو جمعت آمال الأرض والسماء ثم أعطيت كل واحد منهم ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة وكيف ينقص نائل أنا أفضته يا بؤسا للقانطين من رحمتي يا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محارمي ولم يراقبني واجترأ على.
2091 (31) تفسير العياشي 176 ج 2 - عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله علم تأويل