ان يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه (ثوابك منه - خ) في الآجل ويحكم لك بميراثه في العاجل إذا لم يكن له رحم مكافأة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقه بعد انفاق مالك؟ (فان لم تخفه) (1) خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه ولا قوة الا بالله.
28 - واما حق ذي المعروف عليك فان تشكره وتذكر معروفه وتنشر له المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه، فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية. ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته والا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها.
28 - واما حق المؤذن فان تعلم انه مذكرك بربك وداعيك إلى حظك وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك وإن كنت في بيتك متهما لذلك لم تكن لله في أمره متهما وعلمت أنه نعمة من الله عليك لا شك فيها فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال ولا قوة الا بالله.
29 - واما حق امامك في صلاتك فان تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين الله والوفادة إلى ربك وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وطلب فيك ولم تطلب فيه وكفاك هم المقام بين يدي الله والمسائلة له فيك. ولم تكفه ذلك فإن كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك وان كان آثما لم تكن شريكه فيه ولم يكن لك عليه فضل، فوقى نفسك بنفسه ووقى صلاتك بصلاته، فتشكر له على ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله.
30 - واما حق الجليس فان تلين له كنفك وتطيب له جانبك وتنصفه في مجاراة (مجازاة - ك) اللفظ ولا تغرق في ترع اللحظ إذا لحظت وتقصد في اللفظ إلى افهامه إذا لفظت وإن كنت الجليس اليه كنت في القيام عنه بالخيار وان كان الجالس إليك كان بالخيار ولا تقوم الا باذنه ولا قوة الا بالله