به وبالله العصمة و التأييد ولا قوة الا به.
10 - فاما حق الصلاة فان تعلم انها وفادة إلى الله و انك قائم بها بين يدي الله فإذا علمت ذلك كنت خليقا ان تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المسكين المتضرع المعظم من قام بين يديه بالسكون والاطراق وخشوع الأطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه والطلب اليه في فكاك رقبتك التي أحاطت به خطيئتك واستهلكتها ذنوبك ولا قوة الا بالله.
11 - واما حق الصوم فان تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار وهكذا جاء في الحديث " الصوم جنة من النار " فان سكنت أطرافك في حجبتها رجوت ان تكون محجوبا وان أنت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية لله لم تأمن ان تخرق الحجاب وتخرج منه ولا قوة الا بالله.
12 - واما حق الصدقة فان تعلم انها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد فإذا علمت ذلك بما استودعته سرا أوثق بما استودعته علانية وكنت جديرا ان تكون أسررت اليه أمرا أعلنته وكان الامر بينك وبينه فيها سرا على كل حال ولم تستظهر عليه فيما استودعته منها [ب] أشهاد الأسماع والأبصار عليه بها كأنها أوثق في نفسك لا كأنك (وكأنك - خ) لا تثق به في تأدية وديعتك إليك. ثم لم تمتن بها على أحد لأنها لك فإذا امتننت بها لم تأمن ان تكون بها مثل تهجين حالك منها إلى من مننت بها عليه لأن في ذلك دليلا على انك لم ترد نفسك بها ولو أردت نفسك بها لم تمتن بها على أحد ولا قوة الا بالله.
13 - وأما حق الهدى فان تخلص بها الإرادة إلى ربك والتعرض لرحمته وقبوله ولا تريد عيون الناظرين دونه، فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفا ولا متصنعا وكنت انما تقصد إلى الله واعلم أن الله يراد باليسير ولا يراد بالعسير كما أراد بخلقه التيسير ولم يرد بهم التعسير وكذلك التذلل أولى بك من التدهقن لأن الكلفة