التبعة ولا قوة الا بالله.
35 - واما حق الغريم الطالب لك فان كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته ولم تردده وتمطله فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مطل الغنى ظلم " وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول وطلبت اليه طلبا جميلا ورددته عن نفسك ردا لطيفا ولم تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته، فان ذلك لؤم ولا قوة الا بالله.
36 - واما حق الخليط فان لا تغره ولا تغشه ولا تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه ولا تعمل في انتفاضة عمل العدو الذي لا يبقى على صاحبه وان اطمأن إليك استقصيت له على نفسك وعلمت ان غبن المسترسل ربا ولا قوة الا بالله.
37 - واما حق الخصم المدعى عليك فإن كان ما يدعى عليك حقا لم تنفسخ في حجته ولم تعمل في ابطال دعوته وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود، فان ذلك حق الله عليك وان كان ما يدعيه باطلا رفقت به وروعته وناشدته بدينه وكسرت حدته عنك بذكر الله وألقيت حشو الكلام ولغطه الذي لا يرد عنك عادية عدوك بل تبوء باثمه وبه يشحذ عليك سيف عداوته لان لفظة السوء تبعث الشر والخير مقمعة للشر ولا قوة الا بالله.
38 - واما حق الخصم المدعى عليه فإن كان ما تدعيه حقا أجملت في مقاولته بمخرج الدعوى فان للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه وقصدت قصد حجتك بالرفق وأمهل المهلة وأبين البيان وألطف اللطف ولم تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال فتذهب عنك حجتك ولا يكون لك في ذلك درك ولا قوة الا بالله.
39 - واما حق المستشير فان حضرك له وجه رأى جهدت له في النصيحة وأشرت عليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به وذلك ليكن منك في رحمة ولين، فان اللين يؤنس الوحشة وان الغلظ يوحش موضع الأنس وإن لم يحضرك له رأى وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك دللته عليه وأرشدته اليه، فكنت لم تأله خيرا ولم تدخره نصحا ولا حول ولا قوة الا بالله.
40 - واما حق المشير عليك فلا تتهمه فيما يوافقك عليه من رأيه إذا أشار