الأدب واجمامه (واجماعه - خ) الا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا واعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها وبعد شاهد العقل والدليل عليه وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
4 - وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك الا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا أو تكسب خلقا كريما فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدى اليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة الا بالله.
5 - وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك وترك ابتذاله الا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد (تعتقد - خ) بها علما، فان البصر باب الاعتبار.
6 - وأما حق رجليك فأن لا تمشى بهما إلى ما يحل لك ولا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها فإنها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك ولا قوة الا بالله.
7 - وأما حق يدك فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك فتنال بما تبسطها اليه من الله العقوبة في الآجل ومن الناس بلسان اللائمة في العاجل ولا تقبضها مما افترض الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها وبسطها إلى كثير مما ليس عليها، فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب في الآجل.
8 - وأما حق بطنك فان لا تجعله وعاءا لقليل من الحرام ولا لكثير وان تقتصد له في الحلال ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين وذهاب المروة وضبطه اذاهم بالجوع والظمأ فان الشبع المنتهى بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم. وان الري المنتهى بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروة.
9 - وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك والاستعانة عليه بغض البصر، فإنه من أعون الأعوان وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بالله والتخويف لها