شرح اللمعة - الشهيد الثاني - ج ٥ - الصفحة ٢٩١

____________________
كانت له نسخة (الجمهرة) لابن دريد في غاية الجودة فدعته الحاجة إلى بيعها فاشتراها (الشريف المرتضى) بستين دينارا وتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط أبي الحسن الفالي وهي: - أنست بها عشرين حولا وبعتها * لقد طال وجدي بعدها وحنيني وما كان ظني أنني سأبيعها * ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لضعف، وافتقار، وصبية * صغار عليهم تستهل شؤني فقلت ولم أملك سوابق عبرة * مقالة مكوي الفؤاد حزين وقد تخرج الحاجات يا أم مالك * كرائم من رب لهن ضنين فأرجع إليه الكتاب. ولم يسترجع الثمن.
قال (شيخنا البهائي) قدس سره: كان (الشريف المرتضى) يجري على تلامذته شهريا، فعلى (شيخ الطائفة) كل شهر اثني عشر دينارا وعلى (ابن البراج) ثمانية دنانير، وهكذا.
وفي بعض السنين أصاب أهل العراق قحط شديد فاحتال رجل يهودي في تحصيل قوت يحفظ نفسه فحضر يوما مجلس (السيد المرتضى) واستأذنه في قراءة النجوم عليه فإذنه وأمر له بمثل ما يجري على تلامذته فأعطي كل يوم فقرأ عليه برهة من الزمان ثم أسلم على يديه.
كان أستاذ البشر (المحقق الطوسي) قدس الله نفسه إذا جرى اسم السيد يقول: صلوات الله عليه.
قال: (أبو العلاء المعري) في مدح (الشريفين الرضي والمرتضى) في قصيدة يرثي بها والدهما قدس الله نفسه.
أبقيت فينا كوكبين (1) سناهما (2) * في الصبح والظلماء ليس بخاف (3)

(1) الرضي و المرتضى.
(2) بمعنى الضوء. (3) بمعنى المستتر أي ليس ضوء السيدين بمستتر.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست