إليها أكل. منا أمير ومنكم أمير، يا معشر قريش.
وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف فقلت: أبسط يديك يا أبا بكر! فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار. أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أوفق من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد ".
وقال: " ولا يقدح في حكاية الإجماع تأخر علي والزبير والعباس وطلحة مدة لأمور، منها أنهم رأوا أن الأمر تم بمن تيسر حضوره حينئذ من أهل الحل والعقد، ومنها أنها لما جاؤوا وبايعوا اعتذروا كما مر عن الأولين من طرق بأنهم أخروا عن المشورة مع أن لهم فيها حقا لا للقدح في خلافة الصديق، هذا مع الاحتياج في هذا الأمر لخطره إلى الشورى التامة، ولهذا مر عن عمر بسند صحيح إن تلك البيعة كانت فلتة ولكن وقى الله شرها! ".
السابع: لقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يرى بطلان خلافة أبي بكر لأنها كانت عن غير مشورة من المسلمين، ويشهد بما ذكرنا ما رواه الشريف الرضي رحمه الله في [نهج البلاغة] حيث قال:
" وقال عليه السلام: واعجبا أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.
وروي له شعر في هذا المعنى:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصومهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب ".