أصحابه أن يجلسوا عليه. فلما جلسوا رفع يديه إلى السماء ساعة وسأل الله تعالى وأمر عليا أن يكنف القوم ويسأل الله معه كما يسأل أن يبعث له ملائكة أربعة يحملون البساط وعليه الصحابة لأن ينظروا أهل الكهف، فما كان إلا ساعة وارتفع البساط قال أنس: وإنا معهم وسرنا في الهواء إلى الظهر فوقف البساط ثم وقعنا على الأرض، فشاهدنا أهل الكهف.
وكان علي يأمر البساط أن يمضي كما يريد، فكأنه كان يعرف الكهف وقال انزلوا نصلي، فنزلنا وأم بنا وصلينا وتقدمنا إليهم فرأينا قوما نياما تضئ وجوههم كالقناديل وعليهم ثياب بيض وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فملئنا منهم رعبا فتقدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: السلام عليكم، فردوا عليه السلام فتقدمت الجماعة فسلموا فلم يردوا عليهم السلام، فقال لهم علي: لم لم تردوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أحدهم: سل ابن عمك ونبيك ثم قال علي للجماعة: خذوا مجالسكم، فلما أخذوا قال علي رضي الله عنه:
يا ملائكة الله ارفعوا البساط، فرفع فسرنا في الهواء ما شاء الله، ثم قال: ضعونا لنصلي الظهر، فإذا بأرض ليس بها ماء يشرب ولا يتوضأ، فركض برجله الأرض فنبع ماء عذب، فتوضأنا وصلينا وشربنا فقال: ستدركون صلاة العصر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار بنا إلى العصر فإذا نحن على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآنا هنأنا بالسلم وأقبل يحدثنا كأنه كان معنا وقال: يا علي لما سلمت عليهم ردوا السلام وسلم أصحابي فلم يردوا، فسألتهم عن ذلك قالوا: سل ابن عمك ونبيك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون السلام إلا على نبي أو وصي نبي، ثم قال: اشهد لعلي يا أنس.
فلما كان يوم السقيفة استشهدني علي وقال: يا أنس أشهد لي بيوم البساط