سبحانه بقوله (لا ينال عهدي الظالمين). فوجب أن يريد بالعهد الإمامة (١) المقدم ذكرها، ليتطابق الجواب والسؤال.
فإذا ثبت أن الظالم لا ينال الإمامة انعكس بعكس النقيض إلى قولنا كل من ينال الإمامة ليس بظالم، وكل مذنب ظالم، لأن الظلم في الأصل هو انتقاص الشئ.
وقيل: وضع الشئ في غير موضعه، ومنه قولهم (من أشبه أباه فما ظلم) أي: فما وضع الشئ في غير موضعه، كذا ذكره حجة الاسلام الطبرسي في مجمع البيان (٢).
وقيل: هو التعدي عن حدود الله تعالى لقوله تعالى ﴿ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه﴾ (3).
ولا شك أن فعل الصغيرة ولو كانت نادرة خروج عن الاستقامة والطاعة، وانه نقص ووضع في غير المحل وتعد عن الحدود (4)، إذ حدود الله هي الأوامر والنواهي، وأيضا ترك حكم الله ورفضه لا يتفاوت فيه الحال في الصغر والكبر، فإنه يكون