وقد تقدم في المقام الثاني، لأن المراد بالشك فيه (عليه السلام) الشك في أنه الخليفة بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، فإذا كان الشاك في ذلك كافرا فما ظنك بالجاحد؟
ومنها: ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده، والشافعي ابن المغازلي في المناقب من عدة طرق: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يا أيها الناس من آذى عليا فقد آذاني (1).
وزاد ابن المغازلي عن النبي (صلى الله عليه وآله): يا أيها الناس من آذى عليا فقد آذاني، ان عليا أولكم ايمانا وأوفاكم بعهد الله، يا أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا، فقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله وان شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): يا جابر كلمة يحتجزون بها ألا تسفك دماؤهم ولا تؤخذ أموالهم وأن لا يعطوا الجزية عن أيد وهم صاغرون (2).
ومعلوم أن من أخرجه من مقامه وزعم أن اللصوص الثلاثة المتمردة أئمته، وأنه من رعيتهم يجب عليه طاعتهم، وأن محاربه مؤمن مثاب، بل خليفة بالحق، مع قوله (صلى الله عليه وآله): حربك يا علي حربي. فقد أمعن في أذاه، وانتظم في سلك أعداه (3).
ومنها: ما رواه أحمد بن مردويه الحافظ الثقة عندهم، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين، حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري، أخبرني أبو أحمد، حدثنا مغيرة بن محمد المهلبي، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، حدثنا جابر بن يزيد الجعفي، عن صالح بن ميثم، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من لقي الله تعالى وهو جاحد ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) لقي الله وهو عليه غضبان، لا يقبل الله منه شيئا من أعماله، فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه، ويحشره الله تعالى أسود الوجه أزرق العين.