كتاب الأربعين - الشيخ الماحوزي - الصفحة ٢٢٨
وما ذكره من أن ابتداء الغيبة سنة ست وسبعين ومائتين وهم. نعم ذكر جمع من عظماء أصحابنا أن ابتداءها سنة ست وستون ومائتين، وهذا يوافق ما نقله عن الشيعة رضي الله عنهم، من أن عمره إذ ذاك تسع سنين، وما ذكرناه نحن أوضح، لأنه بعد موت أبيه لم يصل إليه الا آحاد قليلون، فلا يدافع الغيبة.
وكان له (عليه السلام) في الغيبة الصغرى أبواب مرضيون وسفراء ممدوحون.
قال الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب (1) الطبرسي (2) في كتاب الاحتجاج: وأما الأبواب المرضيون والسفراء الممدوحون في زمن الغيبة:
فأولهم الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، نصبه أولا أبو الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام)، ثم ابنه أبو محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، فتولى القيام بأمورهما حال حياتهما (عليهما السلام)، ثم قام بعد ذلك بأمر صاحب الزمان (عليه السلام)، وكانت توقيعاته وجوابات المسائل تخرج على يده.
فلما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه، وناب منابه في جميع ذلك.
فلما مضى لسبيله قام بذلك أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت.
فلما مضى هو قام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمري. ولم يقم منهم أحد

(١) حكى لي بعض الثقات أنه وجد في كتاب المناقب لابن شهرآشوب ما معناه: وجدت كتاب الاحتجاج لأبي طالب الطبرسي بخطه. وهو يدافع ما اشتهر من أنه أحمد بن أبي طالب، اللهم الا أن يكون أبو طالب كنية لأحمد بن أبي طالب، والله أعلم (منه).
(2) الطبرسيون من أصحابنا كثيرون، والمشهور منهم أربعة: حجة الاسلام أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب التفاسير وأعلام الورى والآداب الدينية. وابنه صاحب مكارم الأخلاق. وأحمد بن أبي طالب صاحب الاحتجاج، ومن أصحابنا من نسب الاحتجاج إلى أبي علي صاحب التفسير. والفاضل الجليل الحسن بن علي صاحب الكامل الذي ألفه للصاحب بهاء الدين الجويني، وله أيضا تحفة الأبرار (منه).
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست