كتاب الأربعين - الشيخ الماحوزي - الصفحة ١٩٥
وقال أيضا في كتاب المنقذ من الضلال ما هذا لفظه: والعاقل يقتدي بسيد العقلاء علي (عليه السلام)، حيث قال: لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله (1) فشهد أنه (عليه السلام) سيد العقلاء (2). وسيأتي بسط الكلام في سعة علمه (عليه السلام) في الحديث الثامن والثلاثين وما بعده بتوفيق الله تعالى.
وقد استفاضت الأخبار من طرق المخالفين بأنه (عليه السلام) أول من أسلم، وأنه لم يشرك بالله طرفة عين.
روى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه من عظماء محدثيهم في كتاب المناقب، باسناده إلى عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال: دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلنا: من أحب أصحابك إليك؟ فإن كان أمر كنا معه، وان كانت نائبة كنا من دونه، قال: هذا علي أقدمكم سلما واسلاما (3).
وفي هذا الخبر نص على إمامته وخلافته، لقول أبي ذر (فإن كان أمر كنا معه،

(١) الطرائف ص ١٣٦ عن المنقذ من الضلال.
(٢) وقال صاحب الفتح المبين من أعاظم المخالفين: اعلم أن اليقين هو الايمان في الحقيقة، كما رواه امام الأئمة محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح عن ابن مسعود: اليقين الايمان كله. وكان يقينه (عليه السلام) أعلى مراتب اليقينات وأيقنها، إذ اليقين علم وعين وحق، ولكل من هذه المراتب الثلاث درجات متفاوتة وطبقات متعددة، وهو (عليه السلام) أكمل في تلك المراتب كلها.
ثم قال: أما في المراتب العلمية القرآنية، فلقوله (صلى الله عليه وآله): القرآن مع علي وعلي مع القرآن.
وقوله (صلى الله عليه وآله): أقضاكم علي. وقوله (عليه السلام): وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ينحدر عني السيل ولا يرقا إلي الطير.
وهذا يفيد كونه (عليه السلام) أقضى وأعلم، كما قال (صلى الله عليه وآله): أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب الحديث. ولهذا كانت الصحابة يرجعون إليه في أحكام الكتاب ويأخذون عنه الفتاوي، وقد دللهم على زللهم، كما قال عمر بن الخطاب في عدة مواطن: لولا علي لهلك عمر انتهى (منه).
(3) الطرائف ص 23 عن مناقب ابن مردويه.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست