بأنك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك، ولا رب لي سواك، مقر (1) بأنك ربي وإليك إيابي، عالم بأنك على كل شئ قدير، تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك، وأنك الأول والاخر والظاهر والباطن، لم تكن من شئ، ولم تبن عن شئ، كنت قبل كل شئ وأنت الكائن بعد كل شئ، والمكون لكل شئ، خلقت كل شئ بتقدير، وأنت السميع البصير.
وأشهد أنك كذلك كنت وتكون، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا توصف بالأوهام ولا تدرك بالحواس، ولا تقاس بالمقياس، ولا تشبه بالناس، و أن الخلق كلهم عبيدك وإماؤك، وأنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق ونحن المخلوقون، وأنت الرازق ونحن المرزوقون.
فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا، وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا تقوتني من الثدي لبنا مريئا، وغذيتني غذاء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثالا سويا، فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص، وإن وضع لم يتسع له شئ [حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شئ] (2) ويفخم ويعظم على ذلك كله، وكلما حمد الله شئ.
والحمد لله كما يحب الله أن يحمد، والحمد لله عدد ما خلق، وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق، وبوزنة أخف ما خلق، وبعدد أصغر ما خلق، والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا، وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد، [وأن يغفر لي ربى] (3) وأن يحمد لي أمري ويتوب علي، إنه هو التواب الرحيم.
إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلام وهو مسئ ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي خطيئتي، وترضى عني، فإن لم ترض عني فاعف عني، فاني مسئ ظالم خاطئ عاص، وقد يعفو