بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٢ - الصفحة ٣
وقال سبحانه: فاقرؤا ما تيسر من القرآن (1).

(١) المزمل: ٢٠، وقد كان على المؤلف العلامة أن ينقل تمام الآية لمسيس الحاجة إليها، وها أنا ذا أنقلها مع ما يتعلق بها من الأبحاث:
قال عز وجل: (ان ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه (إشارة إلى ما نزل في صدر السورة من أمره صلى الله عليه وآله بقيام الليل في هذه الأوقات المعينة ثلاث مرات متهجدا ثم أمره بترتيل القرآن سورة بعد سورة حتى يأتي على آخرها في تمام تهجده) و (هكذا يعلم أنه تقوم) طائفة من الذين معك (رغبة في حسن ثواب الله من المقام المحمود، واقتداء وتأسيا بك رجاء لله وفى اليوم الآخر، لكنه ليس لهم طاقة كطاقتك.
ولا رغبة كرغبتك، ولا هم يحفظون ويتذكرون سور القرآن بتمامها) والله يقدر الليل والنهار (فتارة يقصر الليل ويطول النهار وتارة بالعكس، فلا يسع الوقت لقراءة القرآن بتمام سوره).
(وعلى أي حال وعلة) علم أن لن تحصوه (أي لن تحصوا القرآن بقراءة تمام سوره وترتيله سورة سورة، خصوصا في مستقبل أمركم حيث ينزل عليكم سائر القرآن بسوره السبع الطوال والمثاني والمئين والمفصل) فتاب عليكم (وخفف عنكم حيث كتب على نفسه الرحمة من تشريع دين سمحة سهلة) فاقرؤا ما تيسر من القرآن (أي فلا يلزمكم بعدئذ أن ترتلوا القرآن بتمامه سورة بعد سورة، بل اقرؤا ما تيسر لكم من سور القرآن، كل بحسب حاله وفراغه وذكره حتى لا يختل عليكم أمر المعاد والمعاش، والنوم واليقظة.
فالمراد من قوله عز وجل: (ما تيسر من القرآن) بقرينة لفظ اليسر والمقابلة بقوله (علم أن لن تحصوه) هو سورة كاملة يتيسر قراءتها ويكون تذكرها وحفظها وتعلمها وترتيلها سهلا يسيرا، كل على حسب حاله، كما صرح بذلك في قوله عز وجل: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) حيث نزل القرآن سورة سورة وجعل لكل سورة نسقا ونضدا في ترتيب آياتها، فمن كان ذا ذكر قوى يقدر أن يحفظ أمثال سورة البقرة من السبع الطوال، ومن كان على دون ذلك يحفظ أمثال سورة الحجر من المئين ومن كان دون ذلك يحفظ أمثال سورة الرحمن من المفصل، ومن كان يغلب عليه النسيان فلا أقل من أنه يحفظ السور القصار.
وقد كان تنبه لذلك من المتقدمين ابن سيرين حيث قال لرجل: لا تقل سورة خفيفة، ولكن قل سورة ميسرة لان الله يقول: (ولقد يسرنا القرآن للذكر) أخرجه ابن المنذر عنه على ما في الدر المنثور ج ٦ ص ١٣٥.
ثم قال عز وجل: علم أن سيكون منكم مرضى (فيشغله هم الوجع من قراءة القرآن) وآخرون يضربون في الأرض (عند أسفارهم) يبتغون من فضل الله (فليس لهم كثير فراغ) وآخرون يقاتلون في سبيل الله (إشارة إلى ما سيؤول إليه أمر الأمة بالقتال مع المشركين فيخافون أن يفتنهم الذين كفروا) فاقرؤا ما تيسر منه (في هذه الحالات، فإنه لا أقل من قراءة سورة واحدة خفيفة يسيرة كسورة النصر ثلاث آيات، ومن رغب عن قراءة القرآن مطلقا فلا صلاة له على أي حالة كانت.
ولا يذهب عليك أن هذا الحكم كان قبل نزول قوله تعالى في سورة الحجر:
(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) الآية: ٨٧، وبعد ما نزلت الآية وجعل سورة الفاتحة في قبال القرآن العظيم كأنها في كفة والقرآن العظيم في كفة، اختارها النبي صلى الله عليه وآله بدلا من قراءة قرآن كامل، وجعلها في أول الركعة، وقال: لا صلاة الا بفاتحة الكتاب وخير المصلين على ما خيرهم الله في آية المزمل بقراءة سورة ميسرة بعدها على حسب حالهم حتى أنه يمكنهم أن يجتزئوا من قراءة السورة بقراءة الحمد في حال المرض والسفر، فان الفاتحة أيضا سورة ميسرة، والحمد لله رب العالمين.
(٣)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الثالث والعشرون * القراءة وآدابها وأحكامها، وفيه: آيات، و: أحاديث 1
3 معنى قوله تعالى: " ورتل القرآن ترتيلا " في الذيل 1(ه‍)
4 معنى الترتيل وكيفية قراءة القرآن 8
5 في قراءة الحمد والسورة في الصلاة 11
6 الأقوال في قراءة العزائم في الصلاة 14
7 في سورتي التوحيد الجحد 16
8 بحث حول البسملة 18
9 في سورتي القدر والتوحيد؟ في قراءة السور في الصلاة 36
10 في سورتي الضحى وألم نشرح وسورتي الفيل ولايلاف 46
11 تفسير سورة الحمد 51
12 علة القراءة في الصلاة وتفسير الحمد، وفيها بيان وما قاله الشهيدان 54
13 بحث مختصر حول النية 63
14 بحث في تعلم القراءة والأذكار وترجمتهما وقراءة الأخرس 64
15 * الباب الرابع والعشرون * الجهر والاخفات وأحكامهما، وفيه: آيتان، و: أحاديث 68
16 معنى قوله تعالى: " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " في ذيل الصفحة 68(ه‍)
17 بحث مفصل حول الجهر والاخفات والجهر ببسم الله 70
18 في الجهر في صلاة الظهر يوم الجمعة 78
19 * الباب الخامس والعشرون * التسبيح والقراءة في الأخيرتين 85
20 في جواز التسبيحات بدل الحمد في الأخيرتين 88
21 الأقوال في أفضلية التسبيح أو القراءة 91
22 في أن من نسي القراءة في الأوليين يتخير في الأخيرتين 95
23 * الباب السادس والعشرون * الركوع وأحكامه وآدابه وعلله، وفيه: آيات، و: أحاديث 97
24 معنى قوله عز وجل: " واركعوا مع الراكعين " وفي الذيل ما يناسب 98
25 العلة التي من أجلها جعل التسبيح في الركوع والسجود وجعل ركعة وسجدتين 101
26 في استحباب الذكر والدعاء في الركوع، وجواز عد التسبيحات بالأصابع 105
27 الدعاء في الركوع 110
28 * الباب السابع والعشرون * السجود وآدابه وأحكامه: وفيه: آيات، و: أحاديث 121
29 في الذيل آيات مناسبة للباب 121(ه‍)
30 في السجدة ومعناه 124
31 البحث في جواز رفع الرأس عند وقوع الجبهة على ما لا يصح السجود عليه أو المرتفع 129
32 في النفخ في موضع السجدة 135
33 في أن لكل ركعة سجدة وزاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سجدة أخرى... 141
34 * الباب الثامن والعشرون * ما يصح السجود عليه وفضل السجود على طين القبر المقدس 144
35 في الذيل آيات مناسبة للباب وفيه توضيح وبيان 144(ه‍)
36 في أن السجدة على أنبتت الأرض إلا ما اكل أو لبس 148
37 فيما لا يسجد عليه، وترجمة: تأبط شرا الفهمي 149
38 في جواز السجود على القرطاس، وما قاله الشهيد الثاني والعلامة (ره) 155
39 البحث في السجدة على القير 156
40 السجدة على تربة الحسين عليه السلام والتيمم 158
41 * الباب التاسع والعشرون * فضل السجود واطالته واكثاره، وفيه: آيتان، و: وأحاديث 160
42 معنى قوله تعالى: " تراهم ركعا سجدا " 160
43 في قول رسول الله (ص) لرجل قال له (ص): علمني عملا يحبني الله عليه و... 164
44 * الباب الثلاثون * سجود التلاوة، وفيه: آية، و: أحاديث 168
45 تفسير قوله تبارك وتعالى: " وإذا قرء عليهم القرآن لا يسجدون " 168
46 في أن مواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعا، وحرمة السجود لغير الله 171
47 في سجدات القرآن، ووجوب السجود على القارئ والمستمع،... 176
48 * الباب الحادي والثلاثون * الأدب في الهوى إلى السجود والقيام عنه، والتكبير عند القيام من التشهد... 181
49 الآيات المتعلقة بالباب في ذيل الصفحة، والنهي عن الاقعاء 181(ه‍)
50 فيما قاله المفيد والشيخ في التهذيب والشهيد في الذكرى في التكبير بعد التشهد 182
51 فوائد جليلة في الجلوس والقيام وجلسة الاستراحة... 185
52 * الباب الثاني والثلاثون * القنوت وآدابه وأحكامه، وفيه: آيات، و: أحاديث 195
53 معنى القنوت، وأن الصدوق (ره) كان قائلا بوجوبه وابن أبي عقيل في... 195
54 في جواز الدعاء على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في القنوت... 202
55 في جواز الدعاء في القنوت بالفارسية، وأدعية القنوت 208
56 * الباب الثالث والثلاثون * في القنوتات المروية عن أهل البيت عليهم السلام 211
57 قنوت مولانا الحسن بن أمير المؤمنين عليهما السلام 212
58 قنوت الإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهما السلام 214
59 قنوت الامام أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام 216
60 قنوت الإمام جعفر الصادق والإمام موسى بن جعفر عليهما السلام 218
61 قنوت الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام 223
62 قنوت الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام 225
63 قنوت الإمام علي بن محمد النقي عليهما السلام 226
64 قنوت الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام وأمر به أهل قم 228
65 قنوت مولانا الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام 233
66 ترجمة بعض جملات وبعض لغات الأدعية 235
67 دعاء آخر للقنوت 268
68 * الباب الرابع والثلاثون * التشهد وأحكامه، وفيه: آيات، و: أحاديث 276
69 وفي الذيل آيات تتعلق بالباب وبيان للتشهد 276(ه‍)
70 تفسير قوله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين... 277
71 أقوال العامة في التشهد 279
72 أدنى ما يجزي من التشهد 282
73 فيما يقال في التشهد من الأدعية 287
74 في التشهد الأول والثاني كيفية التسليم 293
75 * الباب الخامس والثلاثون * التسليم وآدابه وأحكامه 295
76 في وجوب التسليم المخرج من الصلاة، والقول بوجوب السلام عليك 295
77 الأقوال في صيغة التسليم 300
78 العلة التي من أجلها وجب التسليم في الصلاة 304
79 في قصد الإمام والمأموم في التسليم 311
80 الباب السادس والثلاثون فضل التعقيب وشرائطه وآدابه... 313
81 * الباب السابع والثلاثون * تسبيح فاطمة عليها السلام وفضله وأحكامه وآداب السبحة وادارته 327
82 فيما كتبه الحميري إلى القائم عجل الله تعالى فرجه في التسبيح 327
83 في السبحة التي كانت من قبر الحسين عليه السلام 333
84 البحث في كيفية تسبيحها عليه السلام 336
85 ثواب من سبح بسبحة من طين قبر الحسين عليه السلام 341