عن الظنون والحدوس، وأنت الملك القدوس، باري الأجسام والنفوس، ومنخر العظام ومميت الأنام، ومعيدها بعد الفناء والتطميس، وأسألك يا ذا القدرة والعلاء، والعز والثناء، أن تصلي على محمد وآله اولي النهى، والمحل الأوفى، والمقام الاعلى، وأن تعجل ما قد تأجل، وتقدم ما قد تأخر، وتأتي بما قد وجب إتيانه وتقرب ما قد تأخر في النفوس الحصرة أوانه، وتكشف البأس وسوء اللباس، وعوارض الوسواس الخناس، في صدور الناس، وتكفينا ما قد رهقنا، وتصرف عنا ما قد ركبنا، وتبادر اصطلام الظالمين، ونصر المؤمنين، والادالة من العاندين، آمين يا رب العالمين.
ودعا عليه السلام في قنوته:
اللهم إني وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرنا ومستودعنا، ومنقلبنا ومثوانا، وسرنا وعلانيتنا، تطلع على نياتنا وتحيط بضمائرنا علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عندك شئ من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا مهرب لنا نفوتك به، ولا يمنع الظالم منك حصونه ولا يجاهدك عنه جنوده، ولا يغالبك مغالب بمنعة، ولا يعازك معاز بكثرة، أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ.
فمعاذ المظلوم منا بك، وتوكل المقهور منا عليك، ورجوعه إليك، يستغيث بك إذا خذله المغيث، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير، ويلوذ بك إذا نفته الأفنية ويطرق بابك إذا غلقت عنه الأبواب المرتجة، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة، تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك، وتعلم ما يصلحه قبل أن يدعوك له، فلك الحمد سميعا لطيفا عليما خبيرا.
وأنه قد كان في سابق علمك، ومحكم قضائك، وجاري قدرك، ونافذ أمرك وماضي مشيتك في خلقك أجمعين، شقيهم وسعيدهم، وبرهم وفاجرهم، أن جعلت لفلان بن فلان على قدرة فظلمني بها وبغى على بمكانها، واستطال وتعزز بسلطانه