كله، تشهد الانفعال، وتعلم الاختلال، وترى تخاذل أهل الخبال وجنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجل فان، وحطام عقباه حميم آن، وقعود من قعد وارتداد من ارتد وخلوي من النصار، وانفرادي من الظهار، وبك أعتصم وبحبلك أستمسك و عليك أتوكل.
اللهم فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي، ولا منعت وجدي، حتى انفل حدي وبقيت وحدي، فاتبعت طريق من تقدمني في كف العادية، وتسكين الطاغية، عن دماء أهل المشايعة، وحرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي ودنياي فكنت لغظيهم أكظم، وبنظامهم أنتظم، ولطريقهم أتسنم، وبميسمهم أتسم، حتى يأتي نصرك و أنت ناصر الحق وعونه، وإن بعد المدى من المرتاد، ونأى الوقت عن إفناء الأضداد.
اللهم صل على محمد وآله، وأخرجهم مع النصاب في سرمد العذاب، وأعم عن الرشد أبصارهم وسكعهم في غمرات لذاتهم حتى تأخذهم بغتة وهم غافلون، وسحرة وهم نائمون، بالحق الذي تظهره، واليد التي تبطش بها، والعلم الذي تبديه، إنك كريم عليم.
ودعا عليه السلام في قنوته:
اللهم إنك الرب الرؤف الملك العطوف المتحنن المألوف، وأنت غياث الحيران الملهوف، ومرشد الضال المكفوف، تشهد خواطر أسرار المسرين كمشاهدتك أقوال الناطقين، أسألك بمغيبات علمك في بواطن سرائر المسرين إليك، أن تصلي على محمد وآله صلاة نسبق بها من اجتهد من المتقدمين، ونتجاوز فيها من يجتهد من المتأخرين وأن تصل الذي بيننا وبينك صلة من صنعته لنفسك واصطنعته لعينك، فلم تتخطفه خاطفات الظنن، ولا واردات الفتن، حتى نكون لك في الدنيا مطيعين، وفي الآخرة في جوارك خالدين.