" لو وكلتك " يدل على أن الزهد في الدنيا لا يحصل بدون توفيقه تعالى، وفي القاموس نظر لهم: رثى لهم وأعانهم، وقال: النظر محركة الفكر في الشئ تقدره وتقيسه والحكم بين القوم، والإعانة، والفعل كنصر، وفي النهاية: المنافسة الرغبة في الشئ والانفراد به، وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه، ونافست في الشئ منافسة ونفاسا إذا رغبت فيه.
قوله عليه السلام: " فان الخير كاسمه " لعل المعنى أن الخير لما دل بحسب أصل معناه في اللغة على الأفضلية، وما يطلق عليه في العرف والشرع من الأعمال الحسنة أو إيصال النفع إلى الغير هي خير الأعمال، فالخير كاسمه أي إطلاق هذا الاسم على تلك الأمور بالاستحقاق، والمعنى المصطلح مطابق للمدلول اللغوي أو المراد به أن الخير لما كان كل من سمعه يستحسنه فهو حسن واقعا وحسنه حسن واقعي والحاصل ان ما يحكم به عقول عامة الخلق في ذلك مطابق للواقع، أو المراد باسمه ذكره بين الناس يعني أن الخير ينفع في الآخرة كما يصير سببا لرفعة الذكر في الدنيا.
" ما بك الغنا عنه " اي ما لم يحتج إليه بل لم تضطر إليه " ولا تنظر " على بناء المجرد " عينك " بالرفع أو النصب بنزع الخافض اي بعينك وربما يقرء " تنظر " على بناء الافعال اي لا تجعلها ناظرة " إلى كل مفتون بها " اي مبتلى مخدوع بها والمراد النظر إلى كل من لقيه منهم فإنه لا يمكن النظر إلى كلهم أو كناية عن أن النظر إلى واحد منهم بالاعجاب به وبما معه من زينتها بمنزلة النظر إلى جميعهم لاشتراك العلة.
" وموكل إلى نفسه " المتبادر أنه على بناء المفعول، لكن الظاهر حينئذ وموكول إذ لم يأت أو كله في ما عندنا من كتب اللغة لكن كثير من الأبنية المتداولة كذلك، ويمكن أن يقرء على بناء الفاعل من الايكال بمعنى الاعتماد في القاموس وكل بالله يكل وتوكل عليه وأوكل واتكل: استسلم إليه ووكل إليه الامر وكلا ووكولا سلمه وتركه.
" أن كل فتنة " أي ضلالة أو بلية أو امتحان أو إثم في القاموس: الفتنة بالكسر