العالم وافتخر، فليعلم أن خطر أهل العلم أكثر من خطر أهل الجهل، وأن الله تعالى يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل من العالم، وأن العصيان مع العلم أفحش من العصيان مع الجهل، وأن عذاب [العالم أشد من عذاب الجاهل وأنه تعالى شبه العالم الغير العامل تارة بالحمار، وتارة بالكلب، وأن الجاهل] (1) أقرب إلى السلامة من العالم لكثرة آفاته، وأن الشياطين أكثرهم على العالم، وأن سوء العاقبة وحسنها أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه فلعل الجاهل يكون أحسن عاقبة من العالم.
السابع العبادة والورع والزهادة، والفخر فيها أيضا فتنة عظيمة، والتخلص منها صعب، فإذا غلب عليه فليتفكر أن العالم أفضل منه، فلا ينبغي أن يفتخر عليه ولا ينبغي أيضا ان يفتخر على من تأخر عنه في العمل أيضا إذ لعل قليل عمله يكون مقبولا وكثير عمله مردودا، ولا على الجاهل والفاسق، إذ قد يكون لهما خصلة خفية، وصفة قلبية موجبة لقرب الرب سبحانه ورحمته، ولو فرض خلوهما عن جميع ذلك بالفعل، فلعل الأحوال في العاقبة تنعكس، وقد وقع مثل ذلك كثيرا ولو فرض عدم ذلك فليتصور أن تكبره في نفسه شرك فيحبط عمله، فيصير هو في الآخرة مثلهم، بل أقبح منهم، والله المستعان.
20 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: آفة الحسب الافتخار والعجب (2).
بيان: الحسب الشرف والمجد الحاصل من جهة الاباء، وقد يطلق على الشرافة الحاصلة من الأفعال الحسنة، والأخلاق الكريمة، وإن لم تكن من جهة الاباء، في القاموس الحسب ما تعده من مفاخر آبائك أو المال أو الدين أو الكرم أو الشرف في الفعل أو الفعال الصالح أو الشرف الثابت في الاباء أو البال أو الحسب والكرم قد يكونان لمن لا آباء له شرفاء والشرف والمجد لا يكونان