يتقرب به إلى الله عز وجل، ولو بشق تمرة (1) بيان: " ولو بشق تمرة " أي نصفها فإنه قد يحفظ به النفس عن الجوع المهلك، وقد يعلل به اليتيم،، ولأنه إذا اجتمع منه كثير يصير قوتا لشخص، قال في النهاية: فيه اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان قيل: أراد شق التمرة أي نصفها لا يتبين له كبير موقع من الجايع، إذا تناوله كما لا يتبين على شبع الشبعان إذا أكله، فلا تعجزوا أن تتصدقوا به، وقيل: لأنه يسأل هذا شق تمرة، (وذا شق تمرة) وثالثا ورابعا فيجتمع له ما يسد به جوعته 35 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من هم بخير فليعجله ولا يؤخره، فان العبد ربما عمل العمل فيقول الله تبارك وتعالى: قد غفرت لك ولا أكتب عليك شيئا أبدا، ومن هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب سبحانه فيقول: لا وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا (2) ايضاح: قوله تعالى " قد غفرت لك " الظاهر أن هذا من باب التفضل وذلك العمل يصير سببا لاستحقاق هذا الفضل، ويحتمل أن يكون مبنيا على التكفير فان الحسنات يذهبن السيئات، ويكون هذا العمل مكفرا لما بعده أيضا أو يحفظه الله فيما يأتي عن الكبائر كما مر، وأما قوله " لا أغفر لك بعدها أبدا " فهو إما لخروجه بذلك عن استحقاق الغفران، فيعاقب على جميع معاصيه بعد ذلك، أو لاستحقاقه للخذلان، فيتسلط عليه الشيطان فيخرجه من الايمان، أو هو مبني على الحبط، فيحبط هذا العمل ما يأتي به من الطاعات بعده، أعاذنا الله وسائر المؤمنين من ذلك والله المستعان 36 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هممت بشئ من الخير فلا تؤخره، فان الله عز وجل ربما اطلع
(٢٢٣)