بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور، فبايعه أهل تهامة والحجاز فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضم إلى كل واحد جيشا واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير الامراء، ولما ودعهم قال: يا مسلم لا ترد أهل الشام عن شئ يريدونه لعدوهم، واجعل طريقك على المدينة، فان حاربوك فحاربهم فان ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا فسار مسلم حتى نزل الحرة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها، وأميرهم عبد الله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثا فلم يجيبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام وقتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار، ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام ثم شخص بالجيش إلى مكة، وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم لعنه الله في الطريق فتولى أمر الجيش الحصين بن نمير حتى وافى مكة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه، ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة، فبينما هم كذلك إذ ورد في الخبر على الحصين بموت يزيد لعنة الله عليهما فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك، وفتح الأبواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت فبينما الحصين يطوف ليلة بعد العشاء إذا استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرا: هل لك في الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك؟ فان أمرهم قد مرج ولا أدري أحدا أحق بها اليوم منك، ولست اعصى هناك فاجتذب ابن الزبير يده من يده، وهو يجهر: دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام، فقال الحصين: لقد كذب الذي زعم أنك من دهاة العرب أكلمك سر أو تكلمني علانية، وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب، ثم انصر ف بمن معه إلى الشام وقالوا: بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام إلى أن بايعوا لمروان بعد حروب، واستمر له العراق إلى سنة إحدى وسبعين، وهي التي قتل
(١٢٤)