تتولد مثل اليشم والبلور والزيبق وغيرها من الجواهر المشفة وإن غلب الدخان يتولد الملح والزاج والكبريت والنوشادر. ثم من اختلاط بعض هذه مع بعض يتولد غيرها من المعادن، وأصنافها خمسة، لأنها إما ذائبة أو غير ذائبة، والذائبة إما منطرقة أو غير منطرقة، والغير المنطرقة إما مشتعلة أو غير مشتعلة، وغير الذائبة إما عدم ذوبانه لفرط الرطوبة، أو لفرط اليبوسة، فأقسامها: ذائب منطرق، وذائب مشتعل، وذائب غير منطرق ولا مشتعل، وغير ذائب لفرط الرطوبة، وغير ذائب لفرط اليبوسة.
فالذائب المنطرق هو الجسم الذي انجمد فيه الرطب واليابس بحيث لا يقدر النار على تفريقهما مع بقاء دهنية قوية بسببها يقبل ذلك الجسم الانطراق وهو الاندفاع في السحق بانبساط يعرض للجسم في الطول والعرض قليلا دون انفصال شئ، والذوبان سيلان الجسم بسبب تلازم رطبه ويابسه. والمشهور من أنواع الذائب المنطرق سبعة:
الذهب، والفضة، والرصاص، والأسرب، والحديد، والنحاس، والخارصيني.
وقيل: الخارصيني هو جوهر شبيه بالنحاس يتخذ منها مرايا لها خواص وذكر بعضهم أنه لا يوجد في عهدنا (1) والذي يتخذ منه المرايا ويسمى بالحديد الصيني والهفتجوش فجوهر مركب من بعض الفلزات، وليس بالخارصيني. والذوبان في غير الحديد ظاهر وأما في الحديد فيكون بالحيلة كما يعرفه أرباب الصنعة. وشهدت الامارات بأن مادة الأجساد السبعة الزيبق والكبريت، واختلاف الأنواع والأصناف عائد إلى اختلاف صفاتهما واختلاطهما وتأثر أحدهما عن الآخر. أما الامارات فهي أنها سيما الرصاص يذوب إلى مثل الزيبق، والزيبق ينعقد برائحة الكبريت إلى مثل الرصاص والزيبق يتعلق بهذه الأجساد. وأما كيفية تكون تلك الأجساد منهما فهي أنه إذا كان الزيبق والكبريت صافيين وكان انطباخ أحدهما بالآخر تاما فإن كان الكبريت مع بقائه أبيض غير محترق تكونت الفضة، وإن كان أحمر وفيه قوة صباغة لطيفة غير