فاستشهدني علي عليه السلام وهو على المنبر فداهنت في الشهادة، قال: إن كنت كتمتها مداهنة من بعد وصية رسول الله عليه السلام فأبرصك الله وأعمى عينيك وأظمأ جوفك، فلم أبرح من مكاني حتى عميت وبرصت، وكان أنس لا يستطيع الصوم في شهر رمضان ولا في غيره من شدة الظماء، وكان يطعم في شهر رمضان كل يوم مسكينين حتى فارق الدنيا وهو يقول: هذا من دعوة علي (1).
أقول: قد أوردنا نحوه مع زيادة في باب استجابة دعواته عليه السلام.
5 - كشف اليقين: روينا من عدة طرق ورأينا من طرقهم وتصانيفهم في مواضع عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن دينار، عن عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوما ونحن في مسجده فقال: من ههنا؟ فقلت: أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي، فقال: يا سلمان اذهب فادع لي مولاك علي بن أبي طالب، قال جابر: فذهب سلمان يبتدر به، حتى أخرج عليا من منزله، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وآله قام فخلا به وأطال مناجاته، ورسول الله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلل حسنا (2) ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من مناجاته وجلس، فقال له: أسمعت يا علي ووعيت؟ قال: نعم يا رسول الله، قال جابر: ثم التفت إلي وقال: يا جابر ادع لي أبا بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف الزهري، قال جابر: فذهبت مسرعا فدعوتهم، فلما حضروا قال: يا سلمان اذهب إلى منزل أمك أم سلمة فأتني ببساط الشعر الخيبري، قال جابر: فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان فبسطه، ثم قال:
لأبي بكر وعمر وعبد الرحمن: اجلسوا على البساط، فجلسوا كما أمرهم، ثم خلا رسول الله سلمان، فلما جاءه أسر إليه شيئا، ثم قال له: اجلس في الزاوية الرابعة، فجلس سلمان، ثم أمر عليا عليه السلام أن يجلس في وسطه، ثم قال له: قل ما أمرتك