شمعون بن حمون وصي عيسى بن مريم روح القدس، كيف حالك؟ قال: بخير يرحمك الله، أنا منتظر روح الله ينزل، فلا أعلم أحدا أعظم في الله بلاء ولا أحسن غدا ثوابا ولا أرفع مكانا منك، اصبر يا أخي على ما أنت عليه حتى تلقى الحبيب غدا، فقد رأيت أصحابك بالأمس لقوا ما لقوا (1) من بني إسرائيل، نشروهم بالمناشير وحملوهم على الخشب، فلو تعلم هذه الوجوه العزيزة الشائهة (2) ما أعد الله لهم من عذاب ربك وسوء نكاله لأقصروا، ولو تعلم هذه الوجوه المضيئة ماذا لهم من الثواب في طاعتك لتمنت أنها قرضت بالمقاريض، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله و بركاته، والتأم الجبل عليه، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى قتاله (3)، فسأله عمار بن ياسر وابن عباس ومالك الأشتر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وأبو أيوب الأنصاري وقيس بن سعد الأنصاري وعمرو بن الحمق الخزاعي وعبادة بن الصامت وأبو الهيثم بن التيهان عن الرجل، فأخبرهم أنه شمعون بن حمون وصي عيسى بن مريم، و سمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة، فقال له عبادة بن الصامت وأبو أيوب: لا يهلعن (4) قلبك يا أمير المؤمنين، بأمهاتنا وآبائنا نفديك يا أمير المؤمنين، فوالله لننصرنك كما نصرنا أخاك رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يتخلف عنك من المهاجرين والأنصار إلا شقي (5) فقال لهما معروفا وذكرهما بخير (6).
مناقب ابن شهرآشوب: عن عبد الرحمن مثله (7).
بيان: الشائهة: البعيدة. والهلع: أفحش الجزع.
أقول: قد أثبتنا إتيان الخضر إليه عليه السلام في أبواب النصوص وباب قوله عليه السلام " سلوني " وباب " وصية النبي صلى الله عليه وآله " وسيأتي كلام سام بن نوح عليهما السلام معه وإقراره بولايته في باب استجابة دعواته.