قال: فارتعد علي عليه السلام فضرب صلى الله عليه وآله بيده على كتفه وقال: مالك يا علي؟ فقال يا رسول الله قرأت هذه الآية فخشيت أن نبتلي بها فأصابني ما رأيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة (1).
80 - كشف اليقين للعلامة قدس سره: كان لأبي دلف ولد فتحادث أصحابه في حب علي عليه السلام وبغضه، فروى بعضهم عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " يا علي لا يحبك إلا مؤمن تقي (2) ولا يبغضك إلا ولد زنية أو حيضة " فقال ولد أبي دلف:
ما تقولون في الأمير هل يؤتى في أهله؟ فقالوا: لا فقال: والله إني لأشد الناس بغضا لعلي بن أبي طالب، فخرج أبوه وهم في التشاجر، فقال: والله إن هذا الخبر لحق، والله إنه لولد زنية وحيضة معا! إني كنت مريضا في دار أخي في حمى ثلاث، فدخلت علي جارية لقضاء حاجة، فدعتني نفسي إليها! فأبت وقالت: إني حائض، فكابرتها على نفسها فوطئتها، فحملت بهذا الولد، فهو لزنية وحيضة معا!.
وحكى والدي رحمه الله قال: اجتزت يوما في بعض دروب (3) بغداد مع أصحابي فأصابني عطش، فقلت لبعض أصحابي: اطلب ماء من بعض الدروب، فمضى يطلب الماء، ووقفت أنا وباقي أصحابي ننتظر الماء، وصبيان يلعبان أحدهما يقول: الامام هو علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، والآخر يقول: إنه أبو بكر! فقلت: صدق النبي صلى الله عليه وآله " يا علي ما يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ولد حيضة (4) " فخرجت المرأة بالماء فقالت: بالله عليك يا سيدي أسمعني ما قلت، فقلت: حديث رويته عن النبي صلى الله عليه وآله لا حاجة إلى ذكره، فكررت السؤال فرويته لها، فقالت: والله يا سيدي إنه لخبر صدق إن هذين ولداي: الذي يحب عليا ولد طهر، والذي يبغضه حملته في الحيض، جاء والده إلي فكابرني على نفسي حالة الحيض، فنال مني، فحملت