وقعت من هؤلاء الأربعة المذاهب في حق أهل بيت نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع ما تقدمت به رواياتهم من وصاياه بالتمسك بهم والمحبة والاتباع لهم.
ومن طرائف ذلك أنهم رووا تقدم ذكره عن نبيهم " ص " أنه مخلف فيهم الثقلين كتاب الله وعترته ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، وإن أهل بيته مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك، وغير ذلك مما تقدم ذكر بعضه، فاعرض الأربعة المذاهب عن ذلك جميعه حتى فارقوا العترة المذكورة وصاروا يتعلقون في المعنى بأذيال مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل مع شدة اختلاف هؤلاء الأربعة المذاهب في الأمور العقلية والنقلية، ومع اتفاق علماء العترة المحمدية " ص " في المعقول والمنقول، ومع ما يشهد به لسان الحال على هؤلاء الأربعة أنهم وجدوا شريعة نبيهم غير كاملة في حياته، ويجحدون معنى ما تضمنه كتابهم " اليوم أكملت لكم دينكم " ويزعمون أنهم تمموها بالقياس والاستحسان بآرائهم بعد وفاته، ومع أن علماء العترة قد تضمنت كتبهم النصوص والأخبار المروية عن جدهم محمد " ص " في جميع شريعته، فيتركون العترة مع ذلك كله ويلتزمون بمن لم يثبت له قدم ولا يقوم لهم به حجة عند الله تعالى ولا عند رسوله.
ومن طرائف ما رأيت من التعصب على بيت نبيهم وشيعتهم أن جماعة من مخالفيهم قبلوا رواية من روى الطعن في الله تعالى وفي رسوله وفي أنبيائه وفي الصحابة كما تقدم ذكره، وتركوا قبول أخبار زهاد شيعتهم الذين لم يجر لهم ما جرى للرواة الذين قبلوا أخبارهم.
ومما يدل على ذلك ما رواه جماعة سبب أطراحهم لأخبار أهل البيت وشيعتهم، ورواه مسلم في صحيحه في أوائل الجزء الأول بإسناده إلى الجراح بن