34 - ومن رواياتهم المشار إليها في الجمع بين الصحاح الستة، قال أبو عبد الله البخاري: قوله تعالى " إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " نسختها آية " فإذ لم تفعلوا فتاب الله عليكم " قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري، وبي خفف الله تعالى عن هذه الأمة أمر هذه الآية (1).
35 - ووجدت في كتاب عتيق رواية أبي عمير الزاهد في تفسير كلام لعلي عليه السلام قال: لما نزلت آية الصدقة مع النجوى دعا النبي (ص) عليا عليه السلام فقال: ما تقدمون من الصدقة بين يدي النجوى؟ قال: يقدم أحدهم حبة من الحنطة فما فوق ذلك. قال: فقال له المصطفى: إنك لزهيد - أي فقير - فقال ابن عباس: فجاء علي في حاجة بعد ذلك الوقت والناس قد اجتمعوا، فوضع دينارا ثم تكلم وما كان يملك غيره. قال: تخلى الناس ثم خفف عنهم برفع الصدقة (2)، فقال أبو العياش: فهذه القصة يستأدبها علي عليه السلام الخلق.
36 - ومن ذلك ما رواه ابن مردويه في كتاب المناقب في تفسير آية النجوى من أربع طرق هذه أحدها يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد عن علي عليه السلام قال: لما نزلت آية المناجاة قال: قال لي رسول الله (ص) ما تقول في دينار؟
قلت: ما يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد، ونزلت " أأشفقتم " الآية، قال علي عليه السلام: بي خفف الله تعالى عن هذه الأمة فلم تنزل في أحد قبلي ولا بعدي (3).