فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " كما رووه في كتبهم فإنه لا يشك عاقل أنه قصد إن كتاب الله وعترته الذين لا يفارقون كتابه يقومان مقامه بعد وفاته وإن التمسك بهم أمان من الضلال والله إنني قد قلت هذا المقال وليس لي غرض فاسد بحال وقد ذكروا أخبارا كثيرة بهذا المعنى.
184 - ومن ذلك في تصريح النص على علي (ع) بالخلافة بعده ما رواه أبو سعيد مسعود السجستاني واتفق عليه مسلم في صحيحه والبخاري وأحمد ابن حنبل في مسنده من عدة طرق بأسانيد متصلة إلى عبد الله بن عباس وإلى عائشة قال لما خرج النبي (ص) إلى حجة الوداع نزل بالجحفة فأتاه جبرئيل (ع) فأمره أن يقوم بعلي (ع) فقال (ص) أيها الناس ألستم تزعمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض أبغضه وانصر من نصره وأعز من أعزه وأعن من أعانه قال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم (1).
185 - ومن ذلك ما رواه مسعود السجستاني بإسناده إلى عبد الله بن عباس أيضا قال أراد رسول (ص) أن يبلغ بولاية علي (ع) فأنزل الله تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك الآية فلما كان يوم غدير خم فحمد الله وأثنى عليه وقال ألست إني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه تمام الحديث (2).
ومن ذلك في المعنى ما رواه الثعلبي في تفسير سوره آل عمران في قوله