الطرقات وقد رأيت أن أصنف كتابا مفردا يحتاج الانسان في أسفاره ويأخذ منه بالله جل جلاله أمانا من عثاره وأكداره وأسميه كتاب الأمان من اخطار الاسفار والأزمان واجعله أبوابا وكل باب يشتمل على فصول أذكر فيها ما يتهيأ ذكره من المنقول وما يفتحه جل جلاله من مواهب المعقول وربما لا نذكر الأسانيد ولا جميع الكتب التي نروي منها ما نختاره ونعتمد لأن المراد من هذا الكتاب الاختصار ومجرد العمل يقتصر عليه إن شاء الله تعالى فصل وإذا كان أجده من الدعوات المنقولات مختصرا عما يحتاج إليه الانسان في المهمات في شئ مما يحتوي عليه هذا الكتاب أولم أجد دعاء لبعض الأسباب فانى أنشئ دعاء لذلك الوجه من مواهب الله جل جلاله الارحم الأكرم الذي علم الانسان ما لم يعلم فقد رأيت في عبد الله بن حماد الأنصاري في النصف الثاني عند مقدار ثلثه باسناده قلت لأبي عبد الله علمني دعاء فقال إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك وروى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء باسناده زرارة قال قلت لأبي عبد الله (ع) علمني دعاء فقال إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك فصل وربما يكون الدعاء الذي ننشئه كالمنثور والقرائن (1) والسجع وعسى ان يوجد في بعض الروايات ان السجع الدعاء وغيره مكروه ولعل تأويل (2) ذلك ان صحت الرواية أن يكون السجع عن تكلف أو لغير الله أو قاصرا آداب السنة والكتاب لأننا رأينا وروينا ادعيه كثيره عن النبي (ص) والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام على سبيل السجع والنثر وترتيب الكلام وفي صحائف مولانا زين العابدين (ص) كثير مما ذكرناه وفي القرآن الشريف آثار كثيره على نحو ما وصفناه
(١٩)