وضيافتك وطهرنا وطهرها مما يقضى تنغيصنا بشئ معاقبتك أو معاتبتك فقد روينا في الاخبار عن سيد الأبرار أنه قال أطيلوا في الجلوس على الموائد فإنها ساعة لا تحسب من اعماركم ولا تحاسبون عليها وقد رجونا دخولنا في هذه الوعود وشمولنا بعوائد الجود فصدق حسن ظننا بكرمك واجرنا على ما عودتنا من نعمك برحمتك ارحم الراحمين وإذا أردت النوم في المنزل الرابع فقل انك عرفتنا ان النائمين كالأموات والمستيقظين النوم كالمبعوثين بعد الممات وقد كنا مواتا في اجزاء التراب ومواتا في النطف في الأصلاب وقبل تشريفنا الحياة وتوليت تلك الموتات بالنجاة والعافية العز والجاه نسالك بتلك المراحم والمكارم تتولانا في هذا المنام وتجرينا على ما عودتنا الانعام والاكرام والكرامة من الأسقام والآلام واذى الأنام والآثام وتوقظنا يقظه الحافظين لآداب الاسلام وشكر ما أوليتنا من النعم الجسام برحمتك يا ارحم الراحمين وإذا أردت الرحيل من المنزل الرابع ووداع الروحانيين وحفظ الودائع فقل السلام عليكم اخوان يرونا ولا نراهم وقد عزمنا على مفارقتهم ونحن شاكرون لمسعاهم وسالمون من اذاهم نستودعكم جل جلاله وديعه أمثالكم ونسألكم ان تستودعونا جل جلاله ببيان مقالكم ولسان حالكم وديعه تليق بحسن ظننا قبول ابتهالكم وإذا أردت ان تودع في المنزل الرابع فقل أيتها الأرض التي كنا وخرجنا عنها ونحن صائرون إليها وقادموا عليها وساكنون في بطنها احقابا بعد احقاب قد رأيت وفقنا له رب الأرباب متعريفنا وتشريفنا بعبادته وطاعته وتجملنا لذكرك بخدمته ومحبته وكرامته والولد إذا جمل ذكر والده بصالح أعماله فيليق بالوالد يكون عونا له على بلوغ آماله ونحن لك كالأولاد فنسألك تسالى بلسان الحال سلطان الدنيا والمعاد في حملنا ظهرك أيام حياتنا على مطايا سعادتنا
(١٤٧)