قلت: لقيته من وراء، فترفعه على الغاية كقولك: من قبل، كذا في مختار الصحاح.
يعنى - ان العاقل لا يتكلم بكلام الا بعد أن يتفكره فان لسانه خلف قلبه فيتفكر أولا ثم يتكلم، ولا كذلك لسان الأحمق فإنه أمام قلبه ولهذا يتكلم قبل التفكر ويحصل له الندم والتحير.
99 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
قلب الأحمق وراء لسانه أقول: يعنى أن الأحمق لا يتكلم بالفكر والتأمل بل يتكلم كلما سمعه خيرا كان أو شرا، نفعا كان أو ضرا، لان قلبه الذي هو موضع التأمل والفكر خلف لسانه الذي هو محل التكلم والتلفظ، فيكون مغمورا به مستورا تحته، فلا يقدر على الفكر بل وظيفته هو التكلم فقط فالأولى بشأنه ان لا يتكلم أصلا إلا عند الضرورة.
100 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
اللهم اغفر رمزات اللحاظ، وسقطات الألفاظ، وشهوات الجنان وهفوات اللسان أقول: اللهم أصله يا الله عند البصريين والميم عوض عن حرف النداء، ولذلك لا يجتمعان وهو خصائص هذا الاسم كدخول يا عليه مع لام التعريف وقطع همزته وتاء القسم فلا يقال مثلا: زيدم ورحمانم كما لا يقال: يا الرحمن وتا الرحمن، وعند الكوفيين أصله: يا الله امنا بخير اي اقصد لنا بخير فحذف النداء ونزعت الهمزة من أم ووصلت الميم بالهاء فحذف ما يتعلق بأم من بأم من المفعولين أحدهما الضمير والاخر بخير طلبا