قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
إذا تم العقل نقص الكلام.
أقول: العقل الحجى ويقال له: النهية بالضم واحدة النهى، سمى بها لأنها تنهى عن القبيح ونقص الشئ من باب نصر ونقصانا أيضا ونقصه غيره يتعدى ويلزم. قلت:
النقص مقدر المتعدى والنقصان مصدر اللازم كذا في مختار الصحاح. والكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، وفى الاصطلاح هو اللفظ المفيد فائدة يصح السكوت عليها.
المعنى - من كان كامل العقل والحجى يكون كلامه مختصرا مقبولا عند أولى النهى ومن ثم قيل: خير الكلام ما قل ودل، فالاكثار اثر السفاهة واثره الملامة والسأمة.
39 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
الشفيع جناح الطالب.
أقول: شبه الشفيع بالجناح والطلب بالطائر، لان الطالب يصل إلى مطلوبه بسبب شفاعة الشفيع كما أن الطائر ينال مراده بسبب الجناح فالتشبيه الأول من قبيل التشبيه البليغ والثاني استعارة بالكناية، واثبات الجناح للطالب تخييل.
المعنى - ان من تمسك بحبل الشفاعة فيما يحتاج إليه عند أحد من جلب نفع أو دفع ضر فالأغلب ان ينال مراده ويحصل ما أراده لما يفهم من ظاهر ما قيل: من كان في عون أخيه المسلم كان الله تعالى معينه (1). من أن الشفيع هو ممن أعانه الله تعالى سواء كان في نفس الشفاعة أو في سائر أحواله وافعاله.