13 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لا ظفر مع البغي.
أقول: الظفر هو الوصول إلى المقصود، والبغي الخروج عن طاعة الامام.
يعنى أن من أراد أن يكون إماما في الأرض ويجرى حكمه بين الأنام فجمع جنودا محاربين للامام فالأغلب ان يقع الانهزام وعدم الوصول إلى المرام ولو غلب وكان مظفرا فلا ينفعه ذلك الظفر إذ لا دوام له ولا بقاء بل هو في معرض الزوال لان أصله ظلم وضلال.
وقيل: الملك يقوم ويبقى مع الكفر ولا يقوم ولا يبقى مع الظلم، يشهد (بذلك) حال نوشروان وكذلك كل أمير جائر، والله أعلم بالصواب.
14 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لا ثناء مع الكبر. أقول: الثناء الذكر بالخير، والكبر الترفع على الغير.
يعنى من اعتاد التكبر لم يذكر عند أحد بالخير والصلاح بل بالشر والوقاحة (1) فبالكبر يظهر المعايب والمثالب وتضمحل المفاخر والمناقب، فان الكبر والعظمة صفتان مختصتان بالله تعالى لا يجوز لاحد ان يحوم حولهما، وفى الحديث القدسي: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما أدخلته النار، رواه أبو هريرة، والحديث في المصابيح (2)