49 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
الحرمان مع الحرص.
أقول: الحرمان مصدر حرمه الشئ يحرمه حرمة بكسر الراء فيهما مثل سرقه يسرقه سرقة وحرمة وحريمة وحرمانا وأحرمه أيضا إذا منعه إياه، والحرص شدة الميل.
يعنى من كان حريصا على حصول مراده فلاكثر أن يكون محروما كما يقال: تأبى الدنيا عن طالبها وتتبع لتاركها.
50 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
من كثر مزاحه لم يخل من حقد عليه أو استخفاف به.
أقول: المزاح والمزاحة بضم الميم فيهما اسم المزح وهو مصدر مزح يمزح من باب قطع: واما المزاح بكسر الميم فهو مصدر مازحه ممازحة مزاحا، والحقد الضغن.
المعنى - من كان عادته المزاح لم يبال من ايذاء من يمزحه وكسر خاطره ومن كون كلامه صدقا أو كذبا فلا يخلو من الحقد عليه حتى إذا وجد فرصة ينتقم منه وأن يكون هو مستخفا بين الناس وان يتخذه كل أحد سخريا ومستهزءا، قيد بالكثرة لان من فعله قليلا يكون مزاحه حقا غالبا فيخلوا عن ذلك بل هو مباح كما نقل عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال لعجوز: ان الجنة لا يدخلها العجوز يعنى من حيث إنها عجوز بل تصير شابة فتدخلها.