1 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لو كشف الغطاء (1) عنى ما ازددت يقينا (2) أقول: لو حرف شرط، والكشف الإبانة، وههنا بمعنى الإزالة، والغطاء ما يستر به الشئ، ولازدياد افتعال من الزيادة، واليقين هو الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع.
المعنى لو أزيل الحجاب عما يجب الايمان به من المغيبات كأحوال الآخرة مثلا اما بالموت أو بالمكاشفة لم يتطرق الزيادة في يقيني بل هو مستمر في جميع الأزمان، ومستقر على ما كان، بلا زيادة ولا نقصان، ويتساوى معاينة المؤمن به ومغايبته.
فان قيل: " ان " لو " لانتفاء الثاني بسبب انتفاء الأول فيلزم وقوع الزيادة؟ قلنا:
لن " لو " تستعمل لمعان ثلاثة، أحدها - وهو الأصل ما ذكر، والثاني - الاستدلال بانتفاء الثاني على انتفاء الأول، ومنه قوله تعالى: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا، والثالث - كون الجزاء لازم الوجود في جميع الأزمنة في قصد المتكلم وهو المراد ههنا وذلك إذا علق الجزاء بنقيض ما يلائمه نحو قولك: لو أهنتني لأكرمتك، ومنه قوله عليه السلام:
نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه.