2 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.
أقول: الظاهر أن اللام للاستغراق لان لكل أحد غفلة ما دام في الدنيا فلا يبعد ان يعرض لأرباب المكاشفة في تلك الحالة غفلة مناسبة لحاله كما أشير إليه قوله عليه الصلاة والسلام: انه ليغان على قلبي، الحديث، واصل الناس أناس لقولهم: إنس وإنسان حذفت همزته للتخفيف وجعل لام التعريف عوضا عنها: ولذلك لا يكاد يجمع بينهما، وقول الشاعر:
ان المنايا يطلعن على الأناس الآمنينا محكوم عليه بأنه شاذ مأخوذ من أنس لأنهم يستأنسون بأمثالهم أو آنس بمعنى أبصر لأنهم ظاهرون مبصرون. وقيل: انه مأخوذ من النسيان أومن ناس ينوس إذا تحرك، فعلى هذا لا همزة فيه ولا حذف، وعلى القول بأنه من النسيان أصله، نسي، قلبت الياء مكان السين فصار نيسا، ثم قلبت ألفا فصار ناسا، واختلف في أنه جمع أو اسم - جمع، ذهب صاحب الكشاف وتبعه القاضي إلى أنه اسم جمع، إذ لم يثبت فعال في أبنية - الجمع، والجوهري إلى أنه جمع، والنيام جمع نائم كالقيام جمع قائم، أصله نوام قلبت واوه ياء لكسرة ما قبلها، واما قاعدة ان الجمع يرد الأشياء إلى أصولها، إنما تدل على وجوب وجود الرد لا على بقاء الصيغة على أصل الحرف بعد الرد ألا ترى يقال في جمع دم دماء بعد الرد إلى الواو ثم بقلبه إلى الهمزة، ويمكن ان يقال: ان الياء المقلوبة عن الواو واو حكما كهمزة حمراء فإنها الف تأنيث حكما لكونها مقلوبة منها ولهذا لا يقال في نسبته حمرائي لئلا يقع حرف التأنيث في الوسط بل حمراوي فان قلت: الواو المقلوبة من الهمزة المقلوبة من الف التأنيث حرف تأنيث حكما