عين القبول قال عليه الصلاة والسلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهو أحب إلى الله تعالى ورسوله، قال الله تعالى: ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (1) الا ترى ان شفاعة التوبة تنفع الكافر (2) وشفاعة سائر الشفعاء ليست كذلك، قيل لأبي حفص: لم يبغض التائب الدنيا؟ - قال: لأنها دار باشر فيها الذنوب، فقيل له: فهي دار كرمه الله تعالى فيها بالتوبة فقال: انه من الذنوب على يقين ومن قبول توبته على خطر، كأنه يشير إلى أن من شرط التوبة أن يكون التائب مستحقا لمحبة الله تعالى إياه والعاصي بينه وبين محل يجد في أوصافه امارة محبة الله تعالى إياه فيه مسافة بعيده فالواجب إذا على العبد العاصي بعد اظهار التوبة دوام الانكسار وملازمة التضرع والاستغفار كما قالوا: استشعار الوجل إلى الاجل (3).
30 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لا لباس أجمل من السلامة.
أقول: اللباس بالكسر واللبوس بالفتح ما يلبس، وكذا الملبس بوزن المذهب، واللبس أيضا كالدبس الكعبة والهودج ما عليها من لباس من الثوب يلبسه بالفتح لبسا بالضم والمراد ههنا الصفة مجازا، والجمال الحسن وقد جمل الرجل بالضم جمالا فهو جميل وامرأة جميلة وجمله تجميلا زينه، والسلامة من قولهم: سلم فلان من الآفات كذا في مختار الصحاح.