ويحتمل لمعنى آخر وهو انه: لا يثنى صاحب الكبر ولا يحمد خالقه لان كبره يمنعه ان يعظم غيره ويمتثل أمره كما أن إبليس حمله الكبر على ترك الامر حتى لم يسجد لآدم عليه الصلاة والسلام وكان من الكافرين، نعوذ بالله من ذلك.
15 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لا بر مع الشح.
أقول: الشح البخل مع حرص.
يعنى ان من اعتاد الشح لا يحب ولا يريد ان يعين أحدا بالنفس والمال ولم يأتمر بقوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى (1) فان رجوت رضى الله تعالى وان تذكر بالذكر الجميل فاقرب كل واحد بالبر والاحسان مريدا به رضى الرحمن فإنه هو المراد ممن هو إنسان.
16 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لا صحة مع النهم.
أقول: الصحة ضد المرض والنهم بفتح الهاء شدة الشهوة إلى الطعام وبكسرها صاحبها.
يعنى شدة الاشتهاء إلى الطعام تفضى إلى كثرة الاكل، وهي تفضى إلى التخمة، وهي تورث المرض، حتى قال بعض الحكماء: لو بعث الموتى بأجمعهم وسئل كل منهم عن سبب موته لقالوا: هي التخمة، وقيل أدرج الله تعالى علم الطب في نصف آية حيث قال تعالى: كلوا واشربوا ولا تسرفوا (3).