27 - قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
لا شرف أعز من (1) الاسلام.
أقول: وهو أفعال من السلم بمعنى السلامة والسلام وبمعنى الصلح والمسالمة قال في العقائد في الاعتقاد وعليه العمدة والاعتماد: الايمان والاسلام واحد، والظاهر أن المراد بوحدتهما اتحادهما بحسب الذات والمعروض لا بحسب المعنى والمفهوم، إذ لكل معنى مغاير للاخر فان معنى الاسلام هو الانقياد والخضوع لأوامره ونواهيه، ومعنى الايمان هو التصديق بما أخبر به الله تعالى على لسان رسوله فهما متغايران الا ان الانقياد الباطني يلزمه الصديق القلبي لزوما كليا بحيث لا يوجد أحدهما بدون الاخر فيكون ذاتهما ومعروضهما واحدا لا ينفك أحدهما من الاخر مثل النطق والضحك فلا يجوز شرعا ان يقال لشخص: هذا مسلم ليس بمؤمن، وبالعكس، بل الحق ان يقال: كل مؤمن مسلم وبالعكس كما يقال: كل ناطق ضاحك بالقوة وبالعكس. وأنكر أهل الظواهر تساويهما وزعموا أن الاسلام أعم من الايمان مستدلين بقوله تعالى: قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم (2) حيث أثبت الاسلام ونفى الايمان، والجواب ان المراد من الاسلام ههنا معناه اللغوي وهو الاستسلام ومجرد الانقياد لا الشرعي وهو الانقياد المرتب على التصديق القلبي والا يلزم أن يكون المنافق مسلما شرعا وهو باطل.
وحاصل المعنى ان شرف الاسلام يعلو كل شرف ونباهة من شرف النسب والمال وسائر الفضائل فإنه لا معتبر به بدون الاسلام.