من: صاب السهم يصوب صيبوية إذ قصد ولم يجره (1) وفى العرف العام يستعمل اسما لمصدر أصاب لا مصدر صاب، إذ لا يقال في معنى الصواب صائب بل يقال: مصيب كذا يفهم من حاشية المطالع (2)، والمشورة استضمام الامر باستصواب الغير وهو أمر مندوب إليه بدلالة قوله تعالى خطابا مع نبيه صلى الله عليه (وآله) وسلم: وشاورهم في الامر (3).
المعنى - ان تارك المشورة عن ذي عقل وبصيرة غير مصيب في امره والظاهر أنه على وجه المبالغة حثا على المشورة لاعلى وجه التحقيق والا لزم ان لا يصيب كل أحد في امره الا بمشورة، وليس كذلك، وقيل: الانسان أقسام ثلاثة، رجل كامل، ونصف رجل، ولا شئ، اما الرجل الكامل فمن له عقل تام، ومع هذا يشاور العقلاء، واما النصف فهو الذي له عقل ورأي ولكن يستبد برأيه ولا يشاور أحدا، واما الذي هو لا شئ فهو الذي ليس له عقل كاف ورأي واف، مع أنه يترك المشورة.
فان قيل: ما فائدة الامر بالمشورة للنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم مع أنه موصوف بكمال العقل وتمام الرأي؟
قلنا: هو التودد لمن يشاوره من الأصحاب وان يقتدى به في المشورة مع ذوي الألباب والتخلص عن استحقاق اللوم والعتاب ان لم يتيسر وجه الخير والصواب فان حصول