ثم روى أيضا انه سئل سعيد بن جبير (ومن عنده علم الكتاب) عبد الله بن سالم؟ قال: لا فكيف وهذه سورة مكية. وقد روي عن ابن عباس: لا والله ما هو إلا علي بن أبي طالب لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام. وروي عن ابن الحنفية: علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأول والآخر، ورواه النطنزي في الخصايص، ومن المستحيل ان الله تعالى يستشهد بيهودي ويجعله ثاني نفسه، وقوله (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) موافق لقوله كلا انزل في أمير المؤمنين علي.
وعدد حروف كل واحد منهما ثمانمائة وسبعة عشر. قال العوني:
ومن عنده علم الكتاب وعلم ما * يكون وما قد كان علما مكتما وقال أبو مقاتل بن الداعي العلوي:
وان عندك علم الكون أجمعه * ما كان من سالف منه ومؤتنف وقال نصر بن المنتصر:
ومن حوى علم الكتاب كله * علم الذي يأتي وعلم ما مضى وقد ظهر علمه على سائر الصحابة حتى اعترفوا بعلمه وبايعوه، قال الجاحظ:
اجتمعت الأمة على أن الصحابة كانوا يأخذون العلم من أربعة علي وابن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت، وقال: قالت طائفة وعمر بن الخطاب، ثم اجمعوا على أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب الله من عمر، وقال (ع): يؤم بالناس أقرأهم، فسقط عمر ثم أجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وآله قال: الأئمة من قريش، فسقط ابن مسعود وزيد وبقى علي وابن العباس إذ كانا عالمين فقيهين قرشيين فأكثرهما سنا وأقدمهما هجرة علي فسقط ابن عباس وبقي علي أحق بالإمامة بالاجماع.
وكانوا يسألونه ولم يسأل هو أحدا، وقال النبي: إذا اختلفتم في شئ فكونوا مع علي بن أبي طالب.
عبادة بن الصامت قال عمر: كنا أمرنا إذا اختلفنا في شئ ان نحكم عليا ولهذا تابعه المذكورون بالعلم من الصحابة نحو سلمان وعمار وحذيفة وأبو ذر وأبي بن كعب وجابر الأنصاري وابن عباس وابن مسعود وزيد بن صوحان ولم يتأخر إلا زيد بن ثابت وأبو موسى ومعاذ وعثمان وكلهم معترفون له بالعلم مقرون له بالفضل.
النقاش في تفسيره قال ابن عباس: علي علم علما علمه رسول الله ورسول الله علمه الله فعلم النبي علم الله وعلم علي من علم النبي وعلمي من علم علي وما علمي وعلم