فقتل منهم أربعمائة وخمسين رجلا وقسم الأموال واسترق الذراري وحبسوا الاسرى في دار من دور بني النجار، فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى موضع هو السوق اليوم، فخندق فيها خنادقا وأمر بهم فأخرجوا ارسالا، وكانوا سبعمائة رجل، فقتل علي عشرا وقتل الزبير عشرا وقل رجل من الصحابة إلا قتل رجلا أو رجلين.
الواقدي: وكانت بنانة أرسلت إلى خلال بن سويد بن ثعلبة حجرا فأمر النبي بقتلها ولم يقتل فيه من المسلمين غير الخلال، واصطفى النبي عمرة، ثم بعث صلى الله عليه وآله عبد الله بن عتيك إلى خيبر فقتل أبا رافع بن أبي الحقيق.
(بنو المصطلق) من خزاعة وهو المربسيع (1)، غزاهم علي (ع) في شعبان ورأسهم الحارث بن أبي ضرار وأصيب يومئذ ناس من بنى عبد المطلب فقتل علي مالكا وابنه، فأصاب النبي صلى الله عليه وآله سبيا كثيرا وكان سبى علي جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار فاصطفاها النبي فجاء أبوها إلى النبي بفداء ابنته فسأله النبي عن جملين خبأهما في شعب كذا، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وانك لرسول الله والله ما عرفهما أحد سواي، ثم قال: يا رسول الله ان ابنتي لا نسبي انها امرأة كريمة، قال: فاذهب فخيرها، قال: قد أحسنت وأجملت، وجاء إليها أبوها فقال لها: يا بنية لا تفضحي قومك فقالت: قد اخترت الله ورسوله، فدعا عليها أبوها فأعتقها رسول الله وجعلها في جملة أزواجه، فلما سمع القوم ذلك أرسلوا ما كان في أيديهم من بنى المصطلق، فما علم امرأة أعظم بركة على قومها منها.
وفي هذه الغزاة نزلت (ان الذين جاؤوا بالإفك) وفيها قال عبيد الله بن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
سنة ست في ربيع الأول بعث عكاشة بن محصن في أربعين رجلا إلى العمرة فهربوا وأصاب مائتي بعير، وفيها بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى القصة في أربعين رجلا فأغار عليهم وفيها سرية زيد بن حارثة إلى الجموم من أرض بني سليم فأصابوا ووصلوا إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا فهربوا وأصاب منهم عشرين بعيرا. وغزوة زيد إلى العيص في جمادى الأولى. وغزوة بنى قرد، وذلك أن ناسا من الاعراب قدموا وساقوا الإبل فخرج إليهم رسول الله وقدم أبا قتادة الأنصاري مع جماعة فاسترددها منهم قال حسان:
أظن عتيبة إذ زارها * بأن سوف يهدم منها قصورا