وكان يأكل الخبز والسمن، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن القدر الدبا ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة (1) ومن البقول الهندبا والبادروج والبقلة اللينة، وكان يمزح ولا يقول إلا حقا، قال أنس: مات نغير لأبي عمير وهو ابن لام سليم فجعل النبي صلى الله عليه وآله يقول: يا أبا عمير ما فعل النغير (2).
وكان حادي بعض نسوته خادمه أنجشة فقال له: يا أنجشة ارفق بالقوارير.
وفي رواية: لا نكسر القوارير.
وكان له عبد أسود في سفر فكان كل من أعيى ألقى عليه بعض متاعه حتى حمل شيئا كثيرا فمر به النبي صلى الله عليه وآله فقال: أنت سينة فاعتقه.
وقال رجل: احملني يا رسول الله، فقال: انا حاملوك على ولد ناقة، فقال:
ما أصنع بولد ناقة؟ قال صلى الله عليه وآله: وهل يلد الإبل إلا النوق.
واستدبر رجلا من ورائه وأخذ يعضده وقال: من يشتري هذا العبد - يعني انه عبد الله. وقال صلى الله عليه وآله لاحد: لا تنس يا ذا الاذنين.
زيد بن أسلم أنه قال لامرأة وذكرت زوجها: أهذا الذي في عينيه بياض؟
فقالت: لا ما بعينيه بياض، وحكت لزوجها فقال: أما ترين بياض عيني أكثر من سوادها. ورأي صلى الله عليه وآله جملا عليه حنطة فقال: تمشي الهريسة.
ورأي صلى الله عليه وآله بلالا وقد خرجت بطنه فقال: أم حبين (3)، وأم حبين ضرب من العظاية، ويقال: انه الحرباء. وقال صلى الله عليه وآله للحسين: حبقة حبقة ترق عين بقه.
ابن عباس انه صلى الله عليه وآله كسى بعض نسائه ثوبا واسعا فقال لها: البسية واحمدي الله وجري منه ذيلا كذيل العروس.
وقالت عجوز من الأنصار للنبي صلى الله عليه وآله: ادع لي بالجنة، فقال: ان الجنة لا يدخلها العجز، فبكت المرأة فضحك النبي وقال: أما سمعت قول الله تعالى: (انا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا).
وقال صلى الله عليه وآله للعجوز الأشجعية: يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة، فرآها بلال باكية فوصفها للنبي فقال: والأسود كذلك فجلسا يبكيان فرأهما العباس فذكرهما له فقال: والشيخ كذلك، ثم دعاهم وطيب قلوبهم وقال: ينشئهم الله كأحسن ما كانوا " المناقب ج 1، م 16 "