وقالوا قد أعطاك الله هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس إلى قتال معاوية فقال إن الله تبارك وتعالى تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين والقاسطين والمارقين فوالله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة وضربت بها صدر معاوية بالشام واخذت بها من شاربه أو قال من لحيته فمد يده (ع) وردها فإذا فيها شعرات كثيرة فقاموا وتعجبوا من ذلك ثم اتصل الخبر بعد مدة طويلة بان معاوية سقط عن سريره في اليوم الذي كان مد يده أمير المؤمنين (ع) وغشى عليه ثم افاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات وروي انه (ع) لما تعجب الناس قال لا تعجبوا من أمر الله سبحانه فان آصف بن برخيا كان وصيا وكان عنده علم من الكتاب على ما قصه الله تعالى في كتابه فاتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل ان يرتد إلى سليمان طرفه وانا أكبر قدرة منه فان عندي علم الكتاب كله قال الله تعالى ومن عنده علم الكتاب ما عنى به الا عليا وصي رسول الله (ص) والله لو طرحت لي الوسادة لقضيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم بقضاء يصعد إلى الله تعالى (وهذا فصل من كلامه (ص) فقد ذكره في مواطن كثيرة) (وهو معروف مشهور في الموافق والمخالف) وحدثني أبو التحف قال حدثني عبد المنعم بن سلمة يرفعه إلى جابر ابن عبد الله الأنصاري قال كان لي ولد وقد حصل له علة صعبة فسألت
(٣١)