وكثيرة فدخل في النار القليلة قال حذيفة فسمعنا زمجرة كزمجرة الرعد فقلبها على النار الكثيرة ودخل فيها ونحن بالبعد ننظر إلى النيران إلى أن أسفر الصبح ثم طلع منها وقد كنا آيسنا منه فجاء وبيده رأس دوره سبعة عشر إصبعا له عين واحدة في جبهته فاقبل إلى المحمل الذي فيه الغلام وقال قم بإذن الله يا غلام فما عليك من بأس فنهض الغلام ويداه صحيحتان ورجلاه سالمتان فانكب على رجله يقبلها واسلم القوم الذين كانوا معه والناس متحيرون لا يتكلمون فالتفت إليهم وقال أيها الناس هذا رأس العمرو بن الاخيل بن لاقيس بن إبليس كان في اثنى عشر فيلق من الجن وهو الذي فعل بالغلام ما فعل فقاتلتهم وضربتهم بالاسم المكتوب على عصى موسى (ع) التي ضرب بها البحر فانفلق البحر اثنى عشر طريقا فماتوا كلهم فاعتصموا بالله وبنبيه محمد (ص) وبوصيه علي (ع) وحدثني قال حدثني القاضي أبو الحسن علي بن القاضي الطبراني مرفوعا إلى أبي جعفر ميثم التمار قال كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين (ع) إذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين فلما تفرغ من الاحكام نهض إليه الغلام وقال يا أبا تراب انا إليك رسول فاصغ لي سمعك واخل إلي ذهنك وانظر إلى ما خلفك وبين يديك ودبر امرك فيما يدهمك قد جئتك برسالة تنزع لها الجبال وتكيع عنها الابطال من رجل حفظ كتاب الله من أوله إلى اخره وعلم علم القضايا والاحكام وهو أبلغ منك في الكلام واحق منك بهذا المقام فاستعد للجواب ولا تزخرف الخطاب فلسنا ممن ينفق عليه
(٢٨)