شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٥٣
* الأصل:
37 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الحميد الواسطي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر حتى ليوشك الرجل منا أن يسأل في يده، فقال: يا [أبا] عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا; قلت: أصلحك الله إن هؤلاء المرجئة يقولون: ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء؟ فقال: يا عبد الحميد صدقوا من تاب تاب الله عليه ومن أسر نفاقا فلا يرغم الله إلا بأنفه ومن أظهر أمرنا أهراق الله دمه يذبحهم الله على الإسلام كما يذبح القصاب شاته.
قال: قلت: فنحن يومئذ والناس فيه سواء؟ قال: لا أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها لا يسعنا في ديننا إلا ذلك; قلت: فإن مت قبل أن ادرك القائم (عليه السلام)؟ قال: إن القائل منكم إذا قال: إن أدركت قائم آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان.
* الشرح:
(لقد تركنا أسواقنا إنتظارا لهذا الأمر) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: كأنه ناظر إلى ما نطقت به الأحاديث من أن الله تعالى قدر أولا أن يكون ظهور الأمر على يد الصادق عليه السلام ثم قدر تقديرا آخر أن يكون على يد المهدي عليه السلام فهذه الجماعة كانوا غافلين عن التقدير الآخر فاشتغلوا بأخذ السلاح وتعلم آداب الحرب وما أشبه ذلك (إن هؤلاء المرجئة) لعل المراد بهم من أخر عليا عليه السلام عن الثلاثة (يقولون: ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء) كأنهم قالوا ما نحن عليه من الاعتقاد بخلافة الثلاثة على تقدير بطلانه كما زعمتم لا يضرنا إذا جاء ما تقولون من ظهور المهدي المنكر لخلافتهم فإنا إذا علمنا أنه أيضا ينكرها كما تنكرونها نؤمن به ونتوب عما كنا فيه والتوبة تمحو تلك الخطيئة عنا وحينئذ نحن كنا وأنتم سواء في الدين وأمر الخلافة فأجاب عليه السلام بأنهم في القول صادقون فإن (من تاب) منهم توبة خالصة (تاب الله عليه) وقبل توبته ورفع عنه خطيئة (ومن أسر نفاقا) وأبطنه وأظهر إيمانا لسانا (فلا يرغم الله إلا بأنفه) الرغم مصدر وفي رائه الحركات الثلاثة والمشهور منها الفتح وهو من الرغام بالفتح وهو التراب فمعنى أرغم الله أنفه ورغم الله بأنفه ألصقه بالتراب هذا معناه بحسب اللغة ثم استعمل في الذل مجازا فأرغم الله أنفه معناه أذله من باب إطلاق السبب على المسبب، وقيل: إنه مأخوذ من المراغمة وهي الاضطراب والتحير ومنه قوله تعالى: (يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة) أي مهربا واضطرابا فالمعنى على الأول ومن أسر نفاقا أذله الله في
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481