* الأصل:
37 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الحميد الواسطي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر حتى ليوشك الرجل منا أن يسأل في يده، فقال: يا [أبا] عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا; قلت: أصلحك الله إن هؤلاء المرجئة يقولون: ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء؟ فقال: يا عبد الحميد صدقوا من تاب تاب الله عليه ومن أسر نفاقا فلا يرغم الله إلا بأنفه ومن أظهر أمرنا أهراق الله دمه يذبحهم الله على الإسلام كما يذبح القصاب شاته.
قال: قلت: فنحن يومئذ والناس فيه سواء؟ قال: لا أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها لا يسعنا في ديننا إلا ذلك; قلت: فإن مت قبل أن ادرك القائم (عليه السلام)؟ قال: إن القائل منكم إذا قال: إن أدركت قائم آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان.
* الشرح:
(لقد تركنا أسواقنا إنتظارا لهذا الأمر) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: كأنه ناظر إلى ما نطقت به الأحاديث من أن الله تعالى قدر أولا أن يكون ظهور الأمر على يد الصادق عليه السلام ثم قدر تقديرا آخر أن يكون على يد المهدي عليه السلام فهذه الجماعة كانوا غافلين عن التقدير الآخر فاشتغلوا بأخذ السلاح وتعلم آداب الحرب وما أشبه ذلك (إن هؤلاء المرجئة) لعل المراد بهم من أخر عليا عليه السلام عن الثلاثة (يقولون: ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء) كأنهم قالوا ما نحن عليه من الاعتقاد بخلافة الثلاثة على تقدير بطلانه كما زعمتم لا يضرنا إذا جاء ما تقولون من ظهور المهدي المنكر لخلافتهم فإنا إذا علمنا أنه أيضا ينكرها كما تنكرونها نؤمن به ونتوب عما كنا فيه والتوبة تمحو تلك الخطيئة عنا وحينئذ نحن كنا وأنتم سواء في الدين وأمر الخلافة فأجاب عليه السلام بأنهم في القول صادقون فإن (من تاب) منهم توبة خالصة (تاب الله عليه) وقبل توبته ورفع عنه خطيئة (ومن أسر نفاقا) وأبطنه وأظهر إيمانا لسانا (فلا يرغم الله إلا بأنفه) الرغم مصدر وفي رائه الحركات الثلاثة والمشهور منها الفتح وهو من الرغام بالفتح وهو التراب فمعنى أرغم الله أنفه ورغم الله بأنفه ألصقه بالتراب هذا معناه بحسب اللغة ثم استعمل في الذل مجازا فأرغم الله أنفه معناه أذله من باب إطلاق السبب على المسبب، وقيل: إنه مأخوذ من المراغمة وهي الاضطراب والتحير ومنه قوله تعالى: (يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة) أي مهربا واضطرابا فالمعنى على الأول ومن أسر نفاقا أذله الله في