الكافي - الشيخ الكليني - ج ٨ - الصفحة ٣٢٦
لعثمان (1) وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كان ليفعل فلما جاء عثمان قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) أطفت بالبيت؟ فقال: ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يطف به ثم ذكر القصة (2) وما كان فيها.
فقال لعلي (عليه السلام): أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: ما أدري ما الرحمن الرحيم إلا أني أظن هذا الذي باليمامة (3) ولكن اكتب كما نكتب بسمك اللهم.
قال: واكتب: هذا ما قاضى [عليه] (4) رسول الله سهيل بن عمرو.
فقال: سهيل: فعلى ما نقاتلك يا محمد؟!.
فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله.
فقال الناس: أنت رسول الله.
قال: اكتب فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله.
فقال الناس: أنت رسول الله وكان في القضية أن من كان منا أتى إليكم رددتموه إلينا ورسول الله غير مستكره عن دينه ومن جاء إلينا منكم لم نرده إليكم.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا حاجة لنا فيهم وعلى أن يعبد الله فيكم علانية (5) غير سر وإن كانوا ليتهادون السيور (6) في المدينة إلى مكة وما كانت قضية أعظم بركة منها

(١) ذلك ليتأكد عليه الحجة والعهد والميثاق فيستوجب بنكثه أشد العذاب. (آت) (٢) أي ما جرى بينه وبين قريش من حبسه ومنعه عن الرجوع أو من طلبهم للصلح أو اصرارهم على عدم دخوله في هذه السنة. وقيل: هذا كلام الراوي أي ثم ذكر الصادق (عليه السلام) القصة وما جرى فيها وترك الراوي ذكرها اختصارا. (آت) (٣) كانوا يقولون لمسيلمة الكذاب: رحمن اليمامة. (آت) (٤) " هذا ما قاضى " هو فاعل من القضاء الفصل والحكم لأنه كان بينه وبين أهل مكة. (النهاية) (5) أي وعلى أن يعبد الله علانية من غير تقية.
(6) السير - بالفتح -: الذي يعد من الجلد الجمع السيور وفي بعض النسخ [الستور] وهي جمع الستر المعلق على الأبواب وعلى التقادير هذا كلام الصادق (عليه السلام) لبيان ثمرة هذه المصالحة وكثرة فوائدها بأنها صارت موجبة لامن المسلمين بحيث كانوا يبعثون الهدايا من المدينة إلى مكة من غير منع وخوف ورغب أهل مكة في الاسلام وأسلم جم غفير منهم من غير حرب.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست