سيدي ألقتني الحسنات بين جودك وإحسانك، وألقتني السيئات بين عفوك وغفرانك، وقد رجوت أن لا يضيع بين ذين وذين مسئ مرتهن بجريرته، ومحسن مخلص في بصيرته.
سيدي إذا (131) شهد لي الإيمان بتوحيدك، ونطق لساني بتمجيدك، ودلني القرآن على فواضل جودك، فكيف لا يبتهج رجائي بتحقيق موعودك، ولا تفرح أمنيتي بحسن مزيدك؟! سيدي إن غفرت (132) فبفضلك، وإن عذبت فبعدلك، فيا من لا يرجى إلا فضله، ولا يخشى إلا عدله، امنن علي بفضلك، ولا تستقص علي في عدلك.
سيدي أدعوك دعاء ملح لا يمل مولاه، وأتضرع إليك تضرع من أقر على نفسه بالحجة في دعواه، وخضع لك خضوع من يؤملك لآخرته ودنياه، فلا تقطع عصمة رجائي، واسمع تضرعي، واقبل دعائي، وثبت حجتي على ما أثبت من دعواي.
سيدي لو عرفت اعتذارا من الذنب لأتيته، فأنا المقر بما أحصيته وجنيته، وخالفت أمرك فيه فتعديته، فهب لي ذنبي بالاعتراف، ولا تردني في طلبتي عند الانصراف. سيدي قد أصبت من الذنوب ما قد عرفت، وأسرفت على نفسي بما قد علمت، فاجعلني عبدا: إما طائعا فأكرمته، وإما عاصيا فرحمته.