اللهم (1) هديتني فلهوت، ووعظت فقسوت، وأبليت الجميل فعصيت، وعرفت فأصررت، ثم عرفت (2) فاستغفرت فأقلت (3) فعدت فسترت، فلك الحمد يا إلهي.
تقحمت أودية هلاكي، وتخللت شعاب تلفي، وتعرضت فيها لسطواتك، وبحلولها لعقوباتك، ووسيلتي إليك التوحيد، وذريعتي أني لم أشرك بك شيئا، ولم أتخذ معك إلها، وقد فررت إليك من نفسي (4) وإليك يفر المسئ، وأنت مفزع المضيع حظ نفسه (5) فلك الحمد يا إلهي.
فكم من عدو انتضى علي سيف عداوته، وشحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حده وداف لي قواتل سمومه وسدد نحوي صوائب سهامه، ولم تنم عني عين حراسته، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرعني زعاف (6) مرارته، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته ووحدتي في كثير عدد من ناوأني وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكري، فابتدأتني بنصرك (7) وشددت أزري بقوتك، ثم فللت لي حده وصيرته من بعد جمع عديد وحده، وأعليت كعبي عليه، وجعلت ما سدده