أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك وسميته التوبة، وجعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه، فقلت تبارك اسمك: " توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير " (4) فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب، وإقامة الدليل، وأنت الذي زدت في السوم (5) على نفسك لعبادك تريد ربحهم في متاجرتهم لك، وفوزهم بالوفادة (6) عليك والزيادة منك، فقلت تبارك اسمك وتعاليت " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها " (7) وقلت: " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " (8) وقلت: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " (9) وما أنزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات.
وأنت الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك الذي فيه حظهم على ما لو سترته عنهم لم تدركه أبصارهم، ولم تعه أسماعهم، ولم تلحقه