الصحيفة السجادية (ابطحي) - الإمام زين العابدين (ع) - الصفحة ١٥٢
الراجين، ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين، ويا من هو منتهى خوف العابدين، ويا من هو غاية خشية المتقين.
هذا مقام من تداولته (1) أيدي الذنوب، وقادته أزمة الخطايا، واستحوذ عليه (2) الشيطان، فقصر عما أمرت به تفريطا (3) وتعاطى ما نهيت عنه تغريرا (4) كالجاهل بقدرتك عليه، أو كالمنكر فضل إحسانك إليه، حتى إذا انفتح له بصر الهدى، وتقشعت (5) عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه، وفكر فيما خالف به ربه، فرأى كثير عصيانه كثيرا، وجليل مخالفته جليلا.
فأقبل نحوك مؤملا لك، مستحييا منك، ووجه رغبته إليك ثقة بك، فأمك (6) بطمعه يقينا، وقصدك بخوفه إخلاصا.
قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك، وأفرخ روعه (7) من كل محذور منه سواك، فمثل بين يديك متضرعا، وغمض بصره إلى الأرض متخشعا، وطأطأ رأسه لعزتك متذللا، وأبثك (8) من سره ما أنت أعلم به منه خضوعا، وعدد من ذنوبه ما أنت أحصى لها خشوعا.
واستغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك، وقبيح ما فضحه في حكمك، من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت، وأقامت تبعاتها (9)

1 - تداولته: تصرفت به.
2 - استحوذ: غلب واستولى.
3 - تفريطا: تقصيرا وتضييعا.
4 - تغريرا: تغفلا.
5 - تقشعت: انكشفت.
6 - أمك: قصدك.
7 - أفرخ روعه: ذهب فزعه.
8 - أبثك: أظهر وكشف لك.
9 - تبعاتها: عواقبها.
(١٥٢)
مفاتيح البحث: الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست